مصدر الصورة: siasat.com

الإبداع في المشي والحركة: التفكير التباعدي يتعزز أثناء المشي – ترجمة عدنان أحمد الحاجي

Creative Through Movement
(جامعة يوليوس ماكسيميليان في فورتسبورغ – بافاريا الألمانية – Julius-Maximilians-Universität Würzburg (JMU) in Bavaria, Germany)

المقدمة 

كيف يدرك الناس ويحسون بيئتهم (بمحيطهم)؟ ما هو تأثير المنبهات الحسية في الجهاز العصبي المحيطي (1) وماذا في الدماغ؟ ما هو تأثير حركات الجسم على إدراك المدخلات الحسية؟ باحثون، مثل باربرا هانديل (Barbara Händel) لديهم اهتمام بمثل هذه الأسئلة لأسباب عديدة. على المدى الطويل، يمكن أن تساهم نتائجهم في فهم أفضل للأمراض التي تؤثر في حركات الجسم وكذلك العمليات المعرفية / الاستعرافية (2).

( الدراسة )

هل ينقدح أفضل ما لدينا من أفكار ونحن نمشي / في حالة حركة؟ بالتأكيد، ولكن حتى الحركات الصغيرة أثناء الجلوس تنفع لتحسين عملية الإبداع [التفكير الإبداعي / التباعدي، 3]، كما اكتشف باحثان.

الحركة تساعدنا على التفكير بشكل ابداعي.  هذه الحكمة عمرها أكثر من ألفي عام – وهي معروفة بالفعل عند الفلاسفة في اليونان القديمة.

ولكن ، ما هي العلاقة بين الحركة وعملية المعرفة / الإستعراف (cognition) (انظر 4) من وجهة نظر علمية؟ ماذا يحدث في الدماغ حين نمشي؟ هل من يمشي / يتحرك نادرًا أقل إبداعًا / خلّاقية؟

“يشير بحثنا إلى أن الحركة في حد ذاتها ليست هي التي تساعدنا على التفكير المرن [التفكير التباعدي] بشكل أكثر”. كما تقول الباحثة في علم الأعصاب الدكتورة باربرا هانديل (Barbara Händel) من جامعة يوليوس ماكسيميليان (Julius-Maximilians) في فورتسبورغ (اسم الجامعة المختصر هو JMU) في بافاريا الألمانية. ولكنها حرية القيام بحركات بقرار ذاتي [نابعة من الإرادة الذاتية] هي المسؤولة عن مساعدتنا على [التفكير التباعدي] بشكل أكثر.

وفقًا لذلك، حتى الحركات الصغيرة أثناء الجلوس يمكن أن يكون لها نفس التأثيرات الإيجابية في التفكير الإبداعي. “الشيء المهم الذي استنبطناه هو حرية القيام بالحركة / بالمشي بلا قيود خارجية” [بمعنى آخر تنبع ارادة الحركة من الذات بشكل اختياري لا جبر فيه].

لا تحدق في الشاشات الصغيرة [مثلًا،شاشات الهواتف المحمولة] لفترة طويلة

وتقول إنه من المهم ألا تُكبت الحركة أو تُقحم لأن تكون ضمن أنماط منتظمة. “لسوء الحظ، يحدث هذا عندما يركز الناس على سبيل المثال على الشاشات الصغيرة” ، كما توضح الباحثة من (JMU).

وبالتالي ، فإن الاستخدام المتزايد للهواتف المحمولة والأجهزة المماثلة – أيضًا في مجال التعليم أثناء انتشار جائحة كورونا – يمكن أن يكون له تأثير سلبي في العمليات المعرفية (2) كعملية الإبداع.

الدكتورة باربرا هانديل تدرس تأثير حركات الجسم ، مصدر الصورة: جامعة (JMU)

التجارب التي أجرتها باربرا هانديل وطالبة الدكتوراه سوبريا مورالي (Supriya Murali) وُصفت بالتفصيل في ورقة نُشرت حديثًا في مجلة الأبحاث السايكلوجية (Psychological Research) (انظر 5).

اعتبارًا من فبراير 2022 ، ستواصل الباحثة دراستها في العيادة العصبية لمستشفى جامعة فورتسبورغ. هناك تخطط للتركيز على مرض باركنسون واضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة.

مصادر من داخل وخارج النص:
1-“الجهاز العصبي المحيطي (Peripheral Nervous System) هو أحد مكونات الجهاز العصبي عند الحيوانات ثنائية التناظر بالإضافة للجهاز العصبي المركزي (Central Nervous System). الوظيفة الأساسية للجهاز العصبي المحيطي هي ربط الأطراف والأعضاء بالجهاز العصبي المركزي، أي يعمل بشكل أساسي كنقطة وصل بين الدماغ والنخاع الشوكي وبقية الجسم. بعكس الجهاز العصبي المركزي، فإن الجهاز العصبي المحيطي غير محمي بالعمود الفقري والجمجمة، أو الحاجز الدموي الدماغي، ما يجعله معرضًا للسموم (الذيفانات) والأضرار الميكانيكية”. مقتبس من نص ورد على هذا العنوان: https://ar.wikipedia.org/wiki/جهاز_عصبي_محيطي
2- “العمليات المعرفية / الاستعرافية (Cognitive processes) هي سلسلة من الإشارات الكيميائية والكهربائية التي تحدث في الدماغ والتي تسمح للمرء بإدراك وفهم بيئته واكتساب المعرفة. تفرز الخلايا العصبية مواد كيميائية تتحول إلى إشارات كهربائية في الخلايا العصبية القريبة ، مما ينتج عن ذلك  كتلة من الإشارات الكهربية التي تُترجم بعد ذلك إلى أفكار واعية / شعورية وألّا واعية / لاشعورية. الترجمة الواعية للحواس الخمس ، والمعرفة الإجرائية والاستجابة الانفعالية كلها أمثلة على الاستعراف. ومن أنواع العمليات الاستعرافية السائدة:
    • الانتباه لما يجري في المحيط، وعمليات توليد الأفكار في داخل النفس وابادائها للخارج،
    • الإدراك الحسي عن طريق الحواس الخمس وما ينتج عنه من اكتساب معلومات وأفكار وذكريات اقترانية
    • تكوين / تخزين واسترجاع  ذكريات
    • اكتساب اللغة.
ترجمناه بإيجاز من نص ورد على هذا العنوان:
https://www.indeed.com/career-advice/career-development/cognitive-processes
3- “التفكير التباعدي هو عملية تفكير تستخدم لتوليد الأفكار الإبداعية من خلال استكشاف العديد من الحلول الممكنة في فترة قصيرة من الزمن، عادة بطريقة عفوية عند التدفق الحر للافكار بطريقة غير منتظمة. وبعد ذلك ترتب وتهيكل هذه الأفكار بتوظيف أساليب التفكير التقاربي، والذي يستخدم مجموعة معينة من الخطوات المنطقية للوصول إلى حل واحد وهو، في بعض الأحيان، الحل الصحيح. مقتبس بتصرف من نص ورد على هذا الغنوان:
https://ar.wikipedia.org/wiki/تفكير_تبايني
4- المعرفة هي “الإجراء العقليّ أو عمليّة اكتساب المعرفة والفهم من خلال التّفكير والخبرة والحواس”.  تشمل عمليّات مختلفة مثل الاهتمام وتشكيل المعرفة والتذكّر والحكم والتقييم والتفكير والحوسبة، كما تشمل حلّ المشكلات واتّخاذ القرارات والفهم وتشكيل اللغة؛ تستخدم العمليّات المعرفيّة المعرفة الموجودة عند الإنسان وتولّد معارفاً جديدةً”. مقتبس من نص ورد على هذا العنوان: https://ar.wikipedia.org/wiki/معرفة_(علم_النفس)
5- https://link.springer.com/article/10.1007%2Fs00426-021-01636-w

المصدر الرئيس:
https://www.uni-wuerzburg.de/en/news-and-events/news/detail/news/kreativ-durch-bewegung-1/

الأستاذ عدنان أحمد الحاجي

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *