تختت

ومضات معرفية من كتاب التحصين ضد الإدمان: كيف تربي أطفالا أصحاء في ظل ثقافة التبعية – ترجمة* عبدالله سلمان العوامي

اسم الكتاب: التحصين ضد الإدمان: كيف تربي أطفالا أصحاء في ظل ثقافة التبعية
The Addiction Inoculation: Raising Healthy Kids in a Culture of Dependence

مؤلفة الكتاب:

السيدة جيسيكا لاهي (Jessica Lahey) هي مؤلفة لبعض الكتب الأكثر مبيعا حسب صحيفة نيويورك تايمز (New York Times)، الكتاب الاول هو هدية الفشل: كيف يتعلم أفضل الآباء ممارسة التخلي حتى يتمكن أطفالهم من النجاح، والكتاب الثاني هو التحصين ضد الإدمان: كيف تربي أطفالا أصحاء في ظل ثقافة التبعية.

على مدى عشرين عاما، قامت السيدة جيسيكا لاهي بتدريس جميع الصفوف الدراسية من الصف السادس إلى الثاني عشر في كل من المدارس العامة والخاصة، وأمضت خمس سنوات من التدريس في إعادة تأهيل مدمني المخدرات والكحول للمراهقين في ولاية فيرمونت (Vermont) الامريكية، وتعمل كمدرب للوقاية والتعافي في مركز طبي للتخلص من سموم المخدرات والتعافي منها في مدينة ستو (Stowe)، بولاية فيرمونت (Vermont).

تكتب في مجالات التعليم والأبوة والأمومة ورعاية الطفل لصحيفة واشنطن بوست (The Washington Post)، ومجلة المحيط الأطلسي (The Atlantic)، واستمر عمودها النصف الأسبوعي تحت اسم: “مؤتمر أولياء الأمور والمعلمين” لمدة ثلاث سنوات في صحيفة نيويورك تايمز (New York Times).

صممت وكتبت المناهج التعليمية لسلسلة الرسوم المتحركة الحائزة على جوائز أطفال أمازون (Amazon Kids)، بإسم: العرض النتن والقذر (The Stinky and Dirty Show)، وكانت مرشحة لجائزة بوشكارت (Pushcart) لعام ٢٠١٩م عن مقالها في مجلة القصة الابداعية (Creative Nonfiction).

حصلت السيدة جيسيكا على بكالوريوس في الأدب المقارن من جامعة ماساتشوستس (University of Massachusetts) ودكتوراه في القانون مع التركيز على قانون الأحداث والتعليم من كلية الحقوق بجامعة نورث كارولينا (University of North Carolina School of Law).

منصة الوميض** (Blinkist) قامت بتلخيص الكتاب في ثمان ومضات معرفية، وهي كالتالي:

ومضة رقم ١ – ماذا يوجد بداخل هذا الكتاب لأجلي؟ قم بتحصين أطفالك ضد تعاطي المخدرات والإدمان عليها:

سواء أحببنا ذلك أم لا، علينا في هذه الأيام تربية أطفالنا المحاطين بجميع أنواع الإغراءات. يرعى مصنعو البيرة الأحداث الرياضية. كما تمجد الأفلام والموسيقى تعاطي المخدرات. ناهيك عن الرسائل المقلقة التي يتلقاها الأطفال من أقرانهم.

لكن لا يمكننا تربية أطفالنا في عزلة. ولا يمكننا حمايتهم من ثقافة غارقة بشكل واسع في تعاطي المخدرات. ما يمكننا القيام به هو تحصينهم ضده.

توضح هذه الومضات المعرفية بعض استراتيجيات الأبوة والأمومة الأساسية والبسيطة – الاستراتيجيات التي تشكل مخططًا لتربية أطفال أصحاء قادرين على الابتعاد عن تعاطي المخدرات بجميع أشكالها.

ستتعلم في هذه الومضات:

  • لماذا يُعتبر السماح للأطفال بشرب الكحول في المنزل فكرة سيئة؟
  • كيف يمكن للشعور القوي بالكفاءة الذاتية أن يمنع تعاطي المخدرات؟؛ و
  • كيف يمكنك مساعدة الأطفال على التغلب على ضغوط الأقران.؟

ومضة رقم ٢ – استخدام المواد المخدرة أكثر جاذبية وأكثر ضررا أيضا للمراهقين:

كونك مراهقًا هو أمرًا صعبا ومربكًا. من ناحية أخرى، سنوات المراهقة مثير ة للغاية ولا يمكن نسيانها. ومن ناحية أخرى ايضا، يجد العديد من المراهقين أنفسهم يتعاملون مع تجارب جديدة مقلقة ومشاعر غير مألوفة.

طوال الوقت، أنت تبذل قصارى جهدك لتتلائم مع المشهد الاجتماعي المتغير – وتعلم أن ما كان رائعا في العام الماضي قد يكون جديرا بالاهتمام والتفكير في العام التالي.

ما لا يدركه الكثير من الناس هو أن تفرد سنوات المراهقة لا يرجع فقط إلى التجارب الجديدة، مثل الحب الأول، أو الذهاب إلى حفلة موسيقية، أو تعلم قيادة السيارة. هناك قضايا تشبه مادة النحاس للتطور المعرفي تلعب دورًا في ذلك – وهي عوامل تجعل دماغ المراهق أكثر عرضة لتعاطي المخدرات.

يمكن للهياكل المعروفة في الدماغ باسم القشرة الأمامية والفص الجبهي أن تفسر بعض الاختلافات الرئيسية بين المراهقين والبالغين بالكامل. كما ترى، تلعب هذه المناطق دورا رئيسيا في تحديد الأهداف والتخطيط ووضع الاستراتيجيات. بحلول منتصف العشرينيات من العمر، يجب أن تعمل هذه الهياكل بكامل طاقتها – ولكن في مرحلة المراهقة، لا تزال هذه الهياكل غير مكتملة النمو إلى حد كبير.

لذلك، إذا كان لديك مراهقبن يدفعك سلوكهم إلى شد شعرك خارجا، فمن المحتمل أن يكون هذا هو السبب. من غير المرجح أن تنطوي قراراتهم على أجزاء أكثر منطقية واستراتيجية من الدماغ، وهي الأجزاء التي نعتمد عليها نحن البالغون في كثير من الأحيان. وبدلاً من ذلك ، فإنهم مدفوعون بالنظام الحوفي (limbic system)، وهو مجموعة من الهياكل التي تعالج المشاعر والغرائز والذكريات والرغبات.

من الناحية الغير العلمية، يمكن أن يجعل هؤلاء المراهقين يفعلون أشياء غبية بشكل لا يصدق. يؤدي اندفاعهم وسلوكهم المحفوف بالمخاطر إلى زيادة احتمالية تعاطي المخدرات – كما أن عدم نضج دماغ المراهق يعني أيضًا أن تعاطي المخدرات يسبب لهم ضررًا كبيرا جدا.

بكل تأكيد لا يزال تعاطي المواد المخدرة في منتصف العشرينات من العمر فكرة سيئة حقا – ولكن الأشخاص الذين يتعاطون الكحول والمخدرات عندما تتشكل أدمغتهم بالكامل هم أقل عرضة لتجربة ضعف الصحة العقلية والقضايا المعرفية من أولئك المراهقين في معاناتهم عند استخدام هذه المواد.

إذن، كيف يمكنك إبعاد هؤلاء المراهقين والمخاطرين عن الشراب والمخدرات تمامًا؟ تتمثل الخطوة الأولى هي في فهم عوامل الخطر التي تزيد من احتمالية تعاطي المخدرات.

ومضة رقم ٣  – فهم سبب تعاطي الأطفال للمواد المخدرة يمكن أن يساعدك في حماية أطفالك:

بصفتك أحد الوالدين، قد يكون من المريح نفسيا أن تتخيل أن تعاطي المخدرات هو شيء يؤثر فقط على أطفال الآخرين. بينما أطفالنا جديرون بالثقة للغاية، ومطلعون كثيرا لما يدور من حولهم، ومتعقلون جدا بحيث لا يمكنهم التصرف بشكل غير مسؤول. السؤال: هل هذا صحيح؟

والجواب: هذا خطأ وليس صحيحا. حقيقة الأمر هي أنه لا يوجد أطفال محصنون. لا تصدق ذلك؟ ضع في اعتبارك هذه الإحصائيات: المراهقون هم الفئة الديموغرافية الأكثر احتمالية لتعاطي المنشطات، والأدوية المضادة للقلق، وأدوية الألم التي تعطى بوصفة طبية – وللمعلومية في كل شهر، يشارك خمس الاطفال تقريبًا في تناول الشراب.

لذلك، حان الوقت لمواجهة الحقائق: التصرف وكأن أطفالك محصنون بطريقة سحرية ضد الإدمان لا يساعد أحدا.

على الرغم من أن بعض الأطفال يتعاطون المخدرات لأنهم يحبون تجربتها، أو لأنهم ببساطة يستمتعون بالنشوة، فإن هؤلاء المستخدمون دون السن القانونية هم في الواقع أقلية. يقول معظم القاصرين الذين يشربون أو يتعاطون المخدرات إنهم يفعلون ذلك من أجل الشعور بالتحسن مثل: الاسترخاء والنوم وتقليل القلق والتعامل مع مشاكل الحياة.

باختصار، يحاول معظم متعاطي المخدرات دون السن القانونية ممارسة العلاج بأنفسهم. إنها فكرة مزعجة، ولكنها فكرة يمكننا استخدامها لصالحنا. إذا كان الأطفال يستخدمون المواد بشكل عام للتعامل مع التوتر والصدمات النفسية، فيمكننا تقليل المخاطر التي سيستخدمونها من خلال ضمان سلامتهم النفسية.

من السهل قول ذلك أكثر من فعله بالطبع – ولكن النقطة الرئيسية التي يجب وضعها في الاعتبار هنا هي أن تعاطي المخدرات يرتبط بما يسمى علميا: أحداث الطفولة السلبية (Adverse Childhood Events). تمتد هذه الأحداث في سلسلة كاملة من: سوء المعاملة والإهمال الشديد إلى التجارب الأكثر شيوعا مثل الانفصال أو الطلاق.

إذا كان بإمكانك حماية أطفالك من تجارب مثل هذه أثناء صغرهم، فإنك تقلل من خطر تعرضهم لمشاكل تعاطي المخدرات في المستقبل. ولكن إذا لم تتمكن من حماية طفلك من كل المخاطر – على سبيل المثال، من مشاهدة تعاطي المخدرات في المنزل – ففكر في طلب التعزيزات: المساعدة المهنية في شكل استشارة الاخصائيين.

من خلال تقليل الضرر النفسي الذي يتعرض له أطفالك، فإنك تجعل أشكال الشرود العقلي، مثل الشراب والمخدرات، تبدو أقل جاذبية بكثير.

ومضة رقم ٤ – حظر الاحتساء – والاستفادة من العواقب الطبيعية:

تقضي السيدة جيسيكا لاهي، مؤلفة هذا الكتاب والمتعافية من الكحول، كل ليلة أحد في اجتماع  يتضمن اثنا عشر خطوة في الطابق السفلي (القبو) من كنيسة في ولاية  فيرمونت (Vermont). أكثر ما يبهرها في هذه الاجتماعات هو قصص المشاركين الآخرين – وخاصة روايات المدمنين المتعافين عن تجاربهم الأولى مع المخدرات أو الكحول.

ما هو السبب ياترى في التجربة الاولى في جرعة من شراب او نفخة من مخدرات؟ وما الذي كان يمكنك أن تتجنبه؟ كأم تريد حماية أطفالها، هذه هي الأسئلة التي يتردد صداها لدى السيدة لاهي مؤلفة الكتاب وهي تستمع.

من خلال الاستماع، أدركت مؤلفة الكتاب أن بيت العائلة ليس مجرد مكان تنشأ فيه المخاطر. مع القواعد الصحيحة، يمكن أن يكون أيضا مكانا يعزز المرونة والقوة. ولكن ما هي القواعد التي يجب على العائلات فرضها؟

يعتقد ما بين ٢٠٪ الى ٥٠٪ من جميع الآباء أن السماح للأطفال بتناول الكحول في المنزل سيمنعهم من الشرب المتهور في المستقبل. نتيجة لذلك، تتبنى العديد من العائلات موقفًا متساهلاً ومربكًا إلى حد ما تجاه الشراب – بحيث يسمح الشراب بكميات معينة وفي حالات معينة، ويحظر في حالات أخرى.

هل هم على حق ياترى؟ للاسف لا. وجدت إحدى الدراسات العلمية أن احتساء المشروبات الكحولية في المنزل أمام الاطفال لا يقلل من احتمالية شرب الاطفال للكحول في سن المراهقة – بل إنه في الواقع يزيد من احتمالات تحول الأطفال إلى شاربي للكحول بانتظام.

إذن، كيف يمكن للعائلات أن تستثني الشرب بين أطفالها القاصرين؟ حسنا، إحدى الطرق هي التأكد من أن الأطفال يواجهون العواقب الطبيعية مباشرة لأفعالهم. من الواضح أن هذا لا يعني أنه يجب عليك السماح لطفلك بتطوير عادة تعاطي المخدرات حتى يتعلم كيف يقلل الإدمان منه.

ولكن إذا أدى شرب ابنك المراهق إلى الغثيان أو صداع الكحول (الهلوسة) أو بعض المشاكل الطفيفة الأخرى، ساعده على رسم النقاط الفاصلة بين السلوك والعواقب. في بعض الأحيان تكون العقوبات ضرورية، ولكن عندما يتعلق الأمر بتغيير السلوكيات، فإن أفضل معلم لنا هو الحياة نفسها.

العواقب الطبيعية مثل هذه تعلم الأطفال أن القواعد ليست اعتباطية او تعسفية: فهي مصممة لمنع القرارات السيئة التي تؤدي إلى نتائج ضارة.

ومضة رقم ٥ – يمكن للشعور القوي بالكفاءة الذاتية أن يساعد الأطفال على تجنب الإدمان:

هل تتذكر شعورك في إتقان مهارة جديدة عندما كنت طفلاً – الإثارة في ركوب الدراجة لأول مرة ، أو القراءة بدون مساعدة أي شخص آخر؟

حسنا، هذا الشعور الذي لا لبس فيه بالغبطة والرضا والكفاءة هو في صميم ما يسميه علماء النفس الكفاءة الذاتية – الاعتقاد بأن المرء لديه القدرة على النجاح في الحياة، من خلال التكيف مع الظروف الجديدة والتغلب على العقبات.

الأشخاص ذوو الإحساس الضعيف بالكفاءة الذاتية هم متشائمون وعرضة لمشاعر العجز، في حين أن أولئك الذين لديهم إحساس قوي بالكفاءة الذاتية يتمتعون بالمرونة والثقة والقدرة على التحمل – والأهم بالنسبة لنا، هم أيضًا أقل عرضة للإفراط في تعاطي المخدرات والكحول.

في المدارس، تركز أفضل برامج الوقاية من الافراط في تعاطي المخدرات على تطوير الشعور بالكفاءة الذاتية لدى الطلاب – ولكن لا يوجد سبب لعدم اعتبار ذلك جزءًا من الحياة المنزلية أيضًا. إذن السؤال: من أين تبدأ؟

والجواب: ببساطة، ابدأ بنفسك. واحدة من أفضل الطرق لتطوير الشعور بالكفاءة الذاتية لدى أطفالك هي نمذجة وتصميم ذلك لهم. على سبيل المثال، بدلا من قول “لا أستطيع” عن شيء ما، إبدأ في قول “لا أستطيع بعد“. إنه فرق بسيط، لكنه يخبر أطفالك أن المهارات التي نفتقر إليها الآن لا يزال من الممكن تطويرها بمرور الوقت – فالقدرة ليست شيئًا ولدت معنا للتو.

لتوجيه هذه النقطة مباشرة إلى البيت، علم أطفالك المهارات. لا يكفي أن تخبر أطفالك أن بامكانهم تطوير قدراتهم، بل تحتاج إلى مساعدتهم على فعل ذلك على أرض الواقع. عيّن لأطفالك المهام المناسبة لأعمارهم والتي تكون صعبة بما يكفي للتحدي ولكن ليست صعبة جدًا لكيلا يصابون بالاحباط  تمامًا عند عدم مقدرتهم القيام بها.

أخيرا، أثني على اعمال أطفالك بعناية. لتطوير الشعور بالكفاءة الذاتية، يجب أن يكون الثناء الذي يسمعه الأطفال محددا وواضحا – ببساطة قول “أحسنت!” يعتبر عديم الفائدة. بدلاً من ذلك، اجعل الأمر واضحًا تمامًا لما قام به طفلك بشكل جيد، قل شيئًا مثل: “كنت فخورًا جدًا بإبداعك عندما تمكنت من حل مشكلة الرياضيات هذه”.

ومضة رقم ٦ – إبدأ في التحدث مبكرًا، وابق على تواصل، ومن ثم لا تنسى الاستماع إلى أطفالك:

العشاء العائلي ليس دائما نزهة في الحديقة. هناك جداول زمنية للتوافق عليها، وأجهزة لضبط الوقت، وهواتف للإجابة عليها، وواجبات يتعين القيام بها: فلا عجب ان تناول وجبة الطعام أمام التلفزيون يمكن أن تكون في بعض الأحيان رغبة لا تقاوم.

لكن يجب أن تقاوم على أي حال. يعتبر تعزيز الثقة من خلال التواصل مع أطفالك أمرا حيويا في مساعدتهم على الابتعاد عن تعاطي المخدرات – وطاولة العشاء هي المكان المثالي لهذه المناقشات.

في الواقع ، يقول السيد جوزيف كاليفانو (Joseph Califano)، مؤسس المركز الوطني للإدمان وتعاطي المخدرات (National Center on Addiction and Substance Abuse)، إن تناول وجبة العشاء مع جميع الاطفال هو أحد أهم الأشياء التي يمكن للعائلات القيام بها لتجنب جميع أنواع السلوكيات المحفوفة بالمخاطر، بما في ذلك تعاطي المخدرات والكحول.

عندما يتعلق الأمر بمناقشة تعاطي الكحول والمخدرات مع أطفالك، فإن الشيء الأكثر أهمية هو البدء وأيضا البدء مبكرا.

يجب ألا تنتظر حتى تجعل مناقشة الازمة مهمة حتمية: بدلا من ذلك، حاول أن يكون هدفك في الحديث عن تعاطي المخدرات موجها بطريقة مناسبة للعمر، من المدرسة الابتدائية فصاعدا.

الآن، ليس من السهل محاولة تعزيز حوار يمكن أن يمتد لسنوات. الشيء الأساسي الذي يجب أن تتذكره هو أن هذه المحادثات لا تتعلق بإثبات أنك على حق. بعد كل شيء، أنت تحاول مساعدة أطفالك، وليس مناقشتهم. لذا، من وقت لآخر، قد تحتاج إلى أن تسأل نفسك أيهما أكثر أهمية – أن تكون على صواب، أم تحافظ على ثقة في الحوار مع طفلك؟

أخيرًا، ليس هناك فائدة من البقاء على تواصل مع أطفالك إذا كنت لن تستمع إليهم بالفعل. عندما يتعلق الأمر بالوقاية من تعاطي المخدرات، فإن المحاضرات وحدها لن تنفع – حيث ان التواصل يسير في كلا الاتجاهين.

علاوة على ذلك، سيساعدك الاستماع إلى أطفالك على التقاط علامات التحذير. هل يبدو عليهم الاسترخاء بشأن تعاطي المخدرات والكحول؟ هل يذكرون الأصدقاء الذين يتعاطون الشراب، أو يذكرون آباؤهم الذين يعالجون من تعاطي الكحول بشكل عرضي للغاية؟

إذا كان الأمر كذلك، فلا تتغاضى عن ذلك. يمكن أن تساعدك هذه التعليقات المرتجلة في الحصول على صورة أفضل لمواقف طفلك فيما يتعلق بتعاطي المخدرات، واحتمال شربه أو تعاطيه للمخدرات في المستقبل.

ومضة رقم ٧ – إذا كنت تريد أن يقاوم أطفالك ضغوط الأقران، فقم بتزويدهم بأدوات لفهم المشهد وطريقة الحديث عنه:

ضغوط الأقران هو عدو الوالدين في جميع أنحاء العالم، والشكوى هي نفسها دائمًا: إذا كان الأطفال فقط يستمعون إليك بدلاً من أصدقائهم، إذا كانوا يهتمون بشكل أقل بكونك لطيفًا ومناسبًا فقط – فيمكنك ان تتمتع بالراحة النفسية بسهولة. لكن بدلاً من ذلك، أنت خائف.

أنت تخشى أن يتم تقويض كل ذرة من الحكمة التي تنقلها لأطفالك بسبب بعض التأثيرات السيئة أثناء استراحة الغداء. تخشى أنه إذا عرض على ابنك زجاجة بيرة، فسيكون خجولًا جدًا بحيث لا يمكنه رفضها. تخشى أن تدخن ابنتك الحشيش مرة أخرى إذا أصرت صديقتها المزعجة على ذلك.

إذا كانت هذه المخاوف تبدو مألوفة، فأنت لست وحدك، وأنت ليس غير عقلاني – فالأصدقاء يمارسون تأثيرا قويا على مواقف المراهقين وأفعالهم. ولكن لحسن الحظ، يمكن التغلب على ضغوط الأقران.

بالنسبة لجميع الآباء الذين ترتعش أياديهم قلقا تجاه ضغوط الأقران، فإن القليل جدًا منهم يجهزون الأطفال لمقاومة تلك الضغوط. إذا كنت تريد أن يُظهر طفلك بعض عضلاته ويرفض أي مواد تُعرض عليه، فأنت بحاجة إلى تسهيل الأمور عليه. بعبارة أخرى:  تحتاج إلى تجهيزهم ببعض الأدوات.

واحدة من أهم الأدوات للأطفال هي الشعور بفهم الصورة كاملة. في كثير من الأحيان، يؤمنون الأطفال بالاعتقاد الخاطئ بأن الجميع يفعل ذلك – سواء كان ذلك يشير إلى التدخين أو الشراب أو تعاطي المخدرات.

إذا قام طفلك بترديد هذه الحجة كالببغاء، فاغتنم الفرصة لتوضيح أن معظم الأطفال لا يدخنون أو يشربون أو يتعاطون المخدرات – الانطباع بأن أي شخص آخر يقوم بهذا الفعل هو وهم كبير.

ثانيا، خذ الوقت الكافي لتزويد أطفالك بنصوص مكتوبة وجاهزة يمكنهم الاعتماد عليها للحديث في المواقف المخيفة. بعبارة أخرى، ساعدهم على الخروج بردود مقنعة عندما يرفضون المشاركة.

إذا كانت كلمة بسيطة مثل لا لم تنفع، فيمكنه أن يعرض خدماته بان يكون السائق. وإذا لم يستطيع قيادة السيارة، فيمكنه القول إن والده يفحصه باستمرار بحثا عن تعاطي الكحول والمخدرات.

إن تجهيز طفلك لمقاومة ضغوط الأقران يعني أنه يمكنك الشعور بالراحة النفسية بسهولة أكبر مع العلم أنك عززت قدرة طفلك ضد قوة قوية ومدمرة في كثير من الأحيان.

ومضة رقم ٨ – الملخص النهائي:

الرسالة الرئيسية في هذه الومضات المعرفية هي: بسبب الطريقة التي يتطور بها الدماغ البشري، فإن تعاطي المواد المخدرة يكون جذابًا بشكل خاص للمراهقين – ولكن في سنهم، يكون أيضًا ضارًا بشكل فريد.

ستؤدي حماية أطفالك من تجارب الطفولة السلبية إلى تقليل احتمالية استخدامهم للكحول أو المخدرات في المستقبل، وسيؤدي أيضا على المحافظة بحوار صريح وواثق معهم. بالاضافة الى ذلك، ابذل قصارى جهدك لمنحهم إحساسًا قويًا بالكفاءة الذاتية – وقم بتجهيزهم بالأدوات المناسبة للتعامل مع ضغوط الأقران قبل مواجهتهم.

وإليك نصيحة عملية وقابلة للتنفيذ: احصل على كلمة رمزية يمكن لأطفالك استخدامها عندما يحتاجون إلى توصيلهم بالسيارة من مكان الى اخر.

إذا وجد طفلك نفسه في موقف ينطوي على تهديد، فقد لا يشعر دائمًا بالقدرة على إخبارك بذلك. قد يشعر بالقلق من أن يسمع أقرانه أي مكالمة هاتفية، على سبيل المثال، ويضايقونه لرغبته في المغادرة – أو قد لا يرغب من صديق أن يكتشف رسالته النصية ويتعرض للإهانة. في كلتا الحالتين، يمكن أن يؤدي الإتفاق على كلمة رمزية لحل المشكلة. مجرد إسقاطها في المحادثة هي طريقة طفلك في القول، “أود المغادرة – من فضلك ، تعال واحضرني”.

*تمت الترجمة بتصرف.

**المصدر: منصة الوميض (Blinkist) وهي منصة تقوم بتلخيص الكتب ، ومكتبتها تحتوي على آلاف الكتب ويشترك في هذه المنصة الملايين من القراء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *