تعد مشكلة النحافة من المشاكل المؤرقة لدى من يعانيها خصوصاً إذا كانت مؤثّرة على الشكل الجسماني بدرجة ملحوظة وغير مقبولة لدى من يعانيها.
وهناك الكثير من مرتادي عيادة التغذية العلاجية لديّ يبحثون عن علاج لهذه المشكلة، وقد لا يقل عددهم عمن يبحثون عن حل للتخلص من الوزن الزائد والسمنة.
ولتعريف مشكلة النحافة/ هي عدم التناسق ما بين الوزن والطول، وهذا حينما نحسب عمليّاً كتلة الجسم = الوزن (كجم) / الطول (م)2
“الوزن (بالكيلوجرام) مقسوم على مربع الطول (بالمتر)”
فإذا كانت النتيجة 18 فأقل فهذا يعني أن هنالك إنخفاض في الوزن، وتشتد النحافة كلما قّل العدد عن 18، وهذا يكون بالفعل غير مقبول حتى من الناحية الشكليّة.
أما أسباب النحافة، فقد تكون:
- وراثة عائلية، وهذا يحدث بسبب الجينات الوراثية، فتكون النحافة صفة سائدة في العائلة وهذه غير مؤرقة لطالما أنها ليست مؤثرة على الحالة الصحية للشخص النحيف.
- فقدان الشهية وقلة تناول الطعام، وهذا قد يرتبط بالعوامل الحياتية والضغوط النفسية.
- فرط الحركة والنشاط، مما يؤدي إلى زيادة التمثيل الغذائي فتكون عملية الحرق سريعة جداً مما لا يسمح بتخزين نسبة الدهون وتكوين العضلات المناسبة للجسم.
- الحالة المرضية، مثل:
- فرط نشاط حركة الامعاء، فنجد أن عملها في الامتصاص والاخراج سريع وشديد.
- الاصابة ببعض الأمراض، مثل: السرطان، السكري، ارتفاع في هرمون الغدة الدرقية، القيء الشديد، الإسهال الشديد.
- وجود طفيليات وديدان في الامعاء.
- سوء امتصاص الغذاء في الأمعاء.
- بعد إجراء العمليات الجراحية، خصوصاً تلك المتعلقة بالجهاز الهضمي.
- الحالة النفسية والتي قد تصاحب فترة المراهقة وتقلبات المزاج التي تنتابهم في محاولة إثبات الذات والشخصية، أو حالات التوتر والقلق والمشاكل الحياتية التي قد تعترض البعض مما قد يؤدي إلى عدم أو قلة الرغبة في تناول الطعام فيؤثر ذلك سلباً على الوزن.
- مرض فقدان الشهية العصبي، وهو مرض يصيب الفتيات بنسبة أكبر من الأولاد وخصوصاً في مرحلة المراهقة، وتعد هذه الحالة مرضيّة حيث تؤدي إلى فقدان شديد في الوزن لأقل من 15% من الوزن المثالي، مع انخفاض في نبضات القلب والضغط، وإمساك وإسهال في ذات الوقت.
وفيما يخص عن عدد المصابين بالنحافة في السعودية ممن تكون لديهم كتلة الجسم أقل من 17 فهي غير معروفة إلى الان، و 7% ممن تكون لديهم كتلة الجسم 18، وحينما نقارن هذه النسبة بالكويت فنجدها لديهم أقل وهي (2,5 %) وفي أمريكا (2,4%) وهذا حسبما أشارت إليه منظمة الصحة العالمية، وفي رأيي المتواضع أعتقد أن هذه النسب (نسب النحافة في السعودية والكويت) منخفضة بسبب إرتفاع نسبة الوزن الزائد لدينا على مستوى الخليج وخصوصاً في الكويت والسعودية لذلك انخفضت درجة النحافة.
بينما ترتفع هذه النسبة بشكل كبير في الهند وباكستان، 32،9% و 31،2% على التوالي، وأعتقد أن ذلك ناجم عن انخفاض الوضع الاقتصادي لديهم بالشكل الكبير. (المصدر: منظمة الصحة العالمية –https://www.who.int/ar/home)
وهل هنالك علاج غذائي لهذه الحالة أم لا:
إذا كانت المشكلة وراثية فأعتقد أن لا فائدة من العلاج وإن نفعت البعض إلا أنها ستكون حلول مؤقتة ولكن لا مانع من المحاولات الصائبة والتي تكون عن طريق مختص في مجال التغذية، المهم أن لا يكون الوزن مؤثراً بشكل سلبي على الحالة الصحية.
أما في الحالات الأخرى التي ذكرت سابقاً، فهنالك أمل كبير في استعادة الوزن وتحويله من نحيف إلى مقبول، حيث أن المشكلة هنا عرضية وليست أساسية.
فإذا كانت المشكلة الصحية التي ذكرناها سابقاً هي سبب النحافة فلا بد من معالجتها أولاً عن طريق الطبيب المختص وذلك لإجراء التحاليل المخبرية والأشعة اللازمة وإعطاء العلاج المناسب، ومن ثم تكون المتابعة مع أخصائي التغذية للعلاج الغذائي المناسب.
وفيما يخص مشكلة قلة الشهية أو مرض انخفاض الشهية العصبي فلا بد من متابعة الوضع بشكل دقيق وقد يكون هنالك برتوكول في العلاج الغذائي لمثل هذه الحالات. كما أن للحالة النفسية دور فعّال لإستعادة الوزن، فيمثل نجاح البرنامج من قبل الشخص النحيف 90% والمتبقي يكون في يد (أخصائي التغذية، الطبيب، والاسرة).
أما بالنسبة لإستخدام الأدوية والأعشاب، فهي لا بأس من استخدامها بشرط أن تكون تحت إشراف طبّي فهي تعطى حسب الحالة وتحدد بمدة وجرعة معينة، وقد يحتاج الأمر الى تغييرها من فترة لفترة. كما لا أنصح باستخدام الاعشاب الغير متعارف عليها من الناحية الطبية كأن تبتاع من العطارين ، أو بعض الأدوية العشبية الغير مرخصة التي تُشترى من عند العطارين أو تُجلب من خارج المملكة العربية السعودية، حيث ثبت مضارها الصحية الخطيرة على الأفراد.
؛؛أما فيما هو شائع بين الكثيرين عن استخدام حبوب الخميرة لزيادة الوزن فذلك غير صحيح؛؛
كما توجد بعض المنتجات المدعمة التي تسهم بشكل فعال في فتح الشهية وزيادة الوزن مثل: بعض أنواع الحليب المدعم بالفيتامينات والمعادن والبروتين للبالغين والأطفال، حيث يمكن أن نستعين بها لزيادة الوزن أو لفتح الشهية أو لزيادة معدل السعرات الحررية لبعض المرضى من ذوي الحالات الحرجة.
وبالنسبة للعلاج الغذائي:
– تقسيم الوجبات الغذائية إلى 5 – 6 وجبات خلال اليوم بحيث تكون مشتملة للمجموعات الأساسية للغذاء.
– أن تكون الوجبة غنية بالسعرات الحرارية والقيمة الغذائية معاً.
– تجنب الإكثار من الدهون والمقليات.
– التنوع والابتكار في إعداد الأطعمة المحببة وبشكل جذاب.
– البدء بالطبق الرئيس، وترك السلطة والحساء والفواكهة لنهاية الوجبة.
– محاولة زيادة كمية الطعام في كل مرة.
– إضافة الحليب البودرة في إعداد بعض الاطعمة لتدعيمها أكثر بالسعرات الحرارية.
– تناول المكسرات بجميع أنواعها.
– الإستعانة بتناول العسل، المربى، الحلاوة الطحينية وزبدة الفول السوداني.
– تناول الفواكه المجففة كالتمر والتين والزبيب والمشمش وإضافتها لبعض الاطعمة.
– التواجد مع الاشخاص القريبين وتهيئة الأجواء المرحة في وقت تناول الطعام.
– ممارسة تمارين القوة والمقاومة والتي تعمل على زيادة الكتلة العضلية وتغيير الشكل الجسماني وتحسين عمل الجهاز الهضمي بكفاءة.
وهنالك بعض الأعشاب قد تُستخدم في هذا الشأن بشرط المداومة على استخدامها، مثل: الزنجبيل، مغلي النعناع والدارسين، والحلبة والزعتر.
*أخصائية تغذية علاجية ورياضية