?What are the four main theories of consciousness
(بقلم: أنيل سيث* – Anil Seth)
منذ ظهور علم الوعي الحديث، في التسعينيات من القرن الماضي، ركز الباحثون على التعرف على التلازمات (التساوقات) (correlates) التجريبية بين جوانب الخبرة الواعية (1) وخصائص نشاط الدماغ.
الباعث على هذا البحث في “الارتباطات العصبية للوعي (2، 3)” كان جزئيًا بمثابة رد فعل على الشعور بالقلق، الذي كان سائدًا خلال معظم القرن العشرين، حيث كان الوعي يتجاوز نطاق اختصاص العلم تمامًا. ولكن على الرغم من نجاحاته العديدة ، إلا أن هذه المقاربة محدودة لأن الارتباطات لا تعني التفسيرات / المبررات، بغض النظر عن عدد النجاحات التي حُققت.
ومع ذلك، في السنوات الأخيرة، كان هناك ازدهار في النظريات العصبية الحيوية في الوعي. هذه علامة على النضج المتزايد لهذا الحقل ، لأنه فقط عندما يُصاغ من منظور النظرية يمكن للنتائج التجريبية أن تقدم فهمًا مرضيًا للوعي (4).
يوجد حاليًا أربع مقاربات للنظرية الرئيسة في علم الوعي. وفقًا للنظريات العليا (5. 6، 7)، الحالة العقلية تكون واعية عندما تقول حالة عقلية أخرى – أعلى في التسلسل الهرمي منها – أنها كذلك. بالنسبة لهذه النظريات، الشيطان يكمن في تفاصيل أنواع التمثيلات “العليا”(7، 8) ذات الأهمية للوعي.
تقترح نظريات فضاء العمل الشاملة (Global workspace theories) أن الحالات العقلية تكون واعية عندما يتم بثها على نطاق واسع في جميع أنحاء الدماغ ، بحيث يمكن استخدامها لتوجيه السلوك بمرونة. هناك طريقة جيدة للتفكير في نظرية مساحة العمل الشاملة (9) وهي أن الوعي يعتمد على “الشهرة في الدماغ” (10) – يمكن للحالات العقلية الوصول إلى مجموعة واسعة من العمليات الاستعرافية (cognitive) بطرق لا تصل اليها الحالات العقلية اللاواعية.
تركز هاتان النظريتان على الجوانب الوظيفية للوعي وتؤكدان على مناطق الدماغ الأمامية (الموجودة في المقدمة) والجدارية (الموجودة خلف مناطق الدماغ الأمامية ومزاحة نحو الجانبين). وعلى النقيض من ذلك، تركز نظرية المعلومات المتكاملة (11) على جوانب الوعي المدرك بالحواس والمشاعر والأفكار والآلام والأمراض (12) – ما الذي يعنيه، من الناحية التجريبية – وتقترح أن الوعي مرتبط بمنطقة القشرية الخلفية النشطة من الناحية العصبية، الموجودة في الجزء الخلفي من الدماغ بما فيها أجزاء من الفصوص الجدارية والصدغية والقذالية. وفقًا لهذه النظرية، يعتمد الوعي على قدرة النظام / الجهاز على توليد معلومات متكاملة.
المقاربة الرابعة، المعروفة باسم المعالجة التنبؤية [وتعرف أيضًا بنظريات المعالجة التنبؤية، 14]، هي المقاربة الأكثر ضمنيةً، حيث تُستخدم في المقام الأول لبناء جسور تفسيرية / تعليلية (explanatory bridges) بين جانب الوعي وجانب الآليات العصبية الكامنة وراءه. هناك عدة أمثلة على هذه المقاربة، بدءً من تلك التي تربط الوعي بالتشوير التنازلي (top-down signaling) في الدماغ إلى نظريتي التي طرحتها وسميتها “الحيوان الآلة (15)”. بالنسبة لهذه النظريات، تكمن الفكرة في أنه من خلال أخذ الجوانب المتنوعة للوعي في الاعتبار بشكل تدريجي ، يمكن أن تتحول في النهاية من كونها نظريات لعلم الوعي إلى كونها نظريات للوعي نفسه.
*المؤلف: أنيل سيث أستاذ بجامعة ساسكس ومؤلف الكتاب الجديد: “Being You – A New Science of Consciousness (Faber / Dutton، 2021)”.
مصادر من داخل وخارج النص:
1- “التجربة / الخبرة الواعية (conscious experience). وهي منظور الشخص نفسه لحدث عقلي ما، مثل الشعور ببعض المدخلات الحسية أو الذاكرة أو فكرة أو شعور أو حالة مزاجية للتسلسل الزماني لأحداث قام بها الشخص في حياتة، وخياله، ومشاعره، وحالاته المزاجية وأفكاره، وذكرياته – وكل المحتويات العقلية التي تؤثر فيه / يتأثر بها”. ترجمناه من نص ورد على هذا العنوان: https://nobaproject.com/modules/consciousness
2- ” الارتباطات العصبية (neural correlates) للوعي هي نمط معين من أنماط نشاط الدماغ المرتبط بخبرات واعية معينة” ، ترجمناه من نص ورد على هذا العنوان: https://www.nature.com/articles/nrn783
3- “يشكل الربط العصبي للوعي (يرمز له NCC اختصارً ل neural correlates of consciousness) المجموعة الدنيا من الأحداث والآليات العصبونية اللازمة من أجل إدراك حسي واع معين. يستخدم علماء الأعصاب النهج التجريبي في اكتشاف الترابطات العصبية للظواهر الذاتية؛ أي التغيرات العصبية المرتبطة بالضرورة وبشكل منتظم مع تجربة / خبرة معينة. يجب أن تكون المجموعة في حدها الأدنى، إذ على افتراض أن الدماغ كاف لإحداث أي تجربة / خبرة واعية معينة، يكمن السؤال عندئذ في معرفة أي من مكوناته ضرورية لإنتاج هذه التجربة / الخبرة”. مقتبس بقليل من التصرف من نص ورد على هذا العنوان: https://ar.wikipedia.org/wiki/ربط_عصبي_للوعي
4- “الوعي كلمة تعبر عن حالة عقلية، يكون فيها العقل بحالة إدراك وعلى تواصل مباشر مع محيطه الخارجي عن طريق منافذ الوعي التي تتمثل عادة بحواس الإنسان الخمس. كما يمثل الوعي عند العديد من علماء علم النفس الحالة العقلية التي يتميز بها الإنسان بكلمات المحاكمة المنطقية، الذاتية (الإحساس بالذات) (subjectivity)، والإدراك الذاتي (self-awareness)، والحالة الشعورية (sense) والحكمة أو العقلانية (sensibility) والقدرة على الإدراك الحسي (perception) للعلاقة بين الكيان الشخصي والمحيط الطبيعي له. والوعي بموضوع ما يتضمن معرفته والتفاعل سلباً أو ايجاباً معه بحسب هذه المعرفة. وبالمحصلة فإن الوعي: هو ما يكون لدى الإنسان من أفكار ووجهات نظر ومفاهيم عن الحياة والطبيعة من حوله”، مقتبس من نص ورد على هذا العنوان: https://ar.wikipedia.org/wiki/وعي
5 – “تفترض نظريات الوعي العليا (نظريات الوعي ذات الرتب العليا أو نظريات الوعي ذات الدرجات العليا higher order) أن الوعي يتكون من تصورات أو أفكار عن الحالات العقلية من الدرجة الأولى (first order). على وجه الخصوص، يُعتقد أن الوعي المدرك بالحواس [الوعي المدرك بالحواس Phenomenal consciousness هوالاحساس / الشعور الذاتي أو الجانب النوعي للحالة العقلية. (على سبيل المثال: الشعور بالصداع ، وشم رائحة الكعكة وسماع صوت الموسيقى ، وما إلى ذلك)، كما ورد في 6] يمثل تمثيلًا عالي المستوى للمحتويات الإدراكية أو شبه الحسية ، مثل الصور المرئية” ، ترجمناه من نص ورد على هذا العنوان: https://en.wikipedia.org/wiki/Higher-order_theories_of_consciousness
6- https://quizlet.com/32592548/philosophy-final-flash-cards/
7-” النظريات العليا (Higher Order Theories): عندما تنظر إلى تفاحة فإن عقلك يكوّن تمثيلاً عصبيّاً للثمرة. ويسمي علماء الأعصاب هذا تمثيلاً من الدرجة الأولى (First-order) ويعتقد أولئك العلماء الذين يؤيدون ما يسمى بنظريات المستوى الأعلى للوعي، مثل عالم الأعصاب الأمريكي د. جوزيف لودو (Joseph LeDoux)، أن التمثيل من الدرجة الأولى يحدث دائماً على مستوى غير واعٍ. ولكي تدرك التفاحة عن وعي، يقترح لودو وآخرون أنه يجب أن يكون هناك نوعٌ من التفكير على مستوى أعلى حول ذلك التصور الأولي (أو التفكير أو الشعور) أو معالجته حتى يصل إلى مستوى وعيك الشخصي (Subjective consciousness)” ، مقتبس من نص ورد على هذا العنوان:
https://madar.aspdkw.com/نظريات-الوعي-المتنافسة/
8- “تمثيل عالي الرتبة هو في الأساس حين يكون المرء مدركًا لوعيه في أي وقت من الأوقات ، أو حين يكون على وعي بأي شيء في أي وقت من الأوقات. على سبيل المثال ، إذا كان على وعيٍ بمشاعره حول أمرٍ من الأمور ، فأنا أكثر وعيًا بهذا الأمر” ، ترجمناه من نص ورد على هذا العنوان: https://www.opentextbooks.org.hk/ditatopic/35974
9- “نظرية مساحة العمل الشاملة (Global Workplace Theory): لماذا ندرك بعض الأشياء بوعيٍ ولا ندرك غيرها؟ هذه النظرية، التي كان اختصاصي البيولوجيا العصبية برنارد بارس (Bernard Baars) أول من اقترحها، تشبِّه عمليات تفكيرنا بالمسرح، حيث تجري معظم الأنشطة وراء الكواليس. وعندما تصل المعلومات إلى المسرح أو مساحة العمل الشاملة، تصبح فجأة بؤرة اهتمامنا وتدخل إلى معرفتنا الواعية. وقد بحث عالم الأعصاب الفرنسي البروفيسور ستانيسلاس ديهاين (Stanislas Dehaene) منذ ذلك الحين في الأساس العصبي للوعي في نظرية مساحة العمل الشاملة، ووسعها إلى نظرية مساحة العمل العصبية الشاملة (Global Neuronal Workspace Theory). ويرى أنه إذا كانت المعلومات الواردة على قدر كافٍ من الأهمية، ونحن نوليها الاهتمام الكافي، فإن النشاط العصبي ينتشر إلى ما بعد مناطق المعالجة الحسية المبكرة للدماغ، ويبثها إلى المناطق المرتبطة في قشرة الدماغ الأمامية (Frontal cortex) والفصوص الجدارية (Parietal lobes) – أو مساحة العمل الشاملة التي تسمح للمعلومات الحسية بالوصول إلى الوعي”. مقتبس من نص ورد على هذا العنوان: https://madar.aspdkw.com/نظريات-الوعي-المتنافسة/
10- “الشهرة في الدماغ: دانيال دينيت، مؤلف كتاب أحلام جميلة: العقبات الفلسفية لعلم الوعي الذي صدر في عام 2005، يعيد طرح السؤال الذي طرحه في كتابه الوعي مفسرا (Consciousness Explained) الصادر عام 1991، حيث طرح دينيت ما أسماه بـ “نموذج المسودات المتعددة” للوعي، ويبيّن أنه لا يوجد أي فراغ أو حيّز مفرد في العقل الواعي، أو بعبارة أخرى لا يوجد موقع خاص في الدماغ يحتوي الكيفيات المحسوسة “نموذج الوعي”، إنما بحسب رأي دينيت مواقع الوعي تشمل كل أنحاء الدماغ، وأنشأ شكلًا جديدًا أطلق عليه “الشهرة في الدماغ”، وأن الدماغ يتصرف إلى حد ما كغرفة صدى، بما يشبه نموذج “مجموعة من الوحدات شبه المستقلّة” الذي اقترحه في كتابه السابق. المبدأ الرئيس لـ “الشهرة في الدماغ” هو أن الوعي يشبه الشهرة إلى حد بعيد، الوعي ليس السبب بل هو النتيجة وحصيلة العمليات الذهنية في الدماغ، يطلب منا دينت أن نتخيل مؤلفًا لم ينشُر كتابه بعد، ولكنه سيؤدي إلى شهرة كبيرة عندما يُنشَر، فعندما يصدر الكتاب، سيُقرّر أن يظهر في برنامج أوبرا وينفري التلفزيوني، وأن تجري بي بي سي،مقابلة معه وسيرشح لنيل لجوائز عديدة، ولكن فجأةً يضرب مدينة سان فرانسيسكو زلزال ويدمّرها يوم الإثنين أي قبل صدوره بيوم واحد، وتتدمّر معه كل وسائل الإعلام التي كان من المقرّر أن تتكلّم عن الكتاب. هنا يطرح دينت السؤال هل يُعتبر الكاتب أصبح مشهورًا؟ في الواقع الكاتب ليس مشهورًا على الرغم من أنّ الكتاب كان سيجعله كذلك، ولم يتغيّر في حاله شيء، لأن الشهرة- حسب دينيت- لا تتعلّق بالسبب، بل بالنتيجة أي بالمقابلات، وأغلفة المجلات، والمصورين وإلى ما هنالك. ..يتعلّق الوعي بنفس الطريقة بالنتيجة، فلكي يتم اعتبار شيء ما على أنّه “واعٍ”، يجب أن يكون هناك ما يكفي من الأحداث العصبية المترابطة (على سبيل المثال تكوين ذاكرة)” ، مقتبس من نص ورد على هذا العنوان:
https://ar.wikipedia.org/wiki/أحلام_جميلة_(كتاب)
11- “نظرية المعلومات المتكاملة (Integrated Information Theory): تقترح نظرية عالِمي الأعصاب جيوليو تونوني (Giulio Tononi) وجيرالد إم. إدلمان (Gerald M Edelman)، أن العمليات العصبية المؤدية إلى الوعي لها خاصيتان رئيستان: الأولى هي التكامل. عندما تتصور العالم، فإنك تواجه كلّاً واحداً موحداً لا يمكن فصله أو تقسيمه إلى أجزاء أصغر. انظر كيف يتعذر عليك أن تدرك بوعي مشهدين مختلفين في وقت واحد. والثانية هي المعلومات، والتي تشير إلى أن كل تجربة / خبرة واعية تكون متباينة تماماً أو غنية بالمعلومات، وأنك تعيش هذه التجربة المحددة بدلاً من عدد لا حصر له تقريباً من التجارب الأخرى. ويقول النقاد إن النظرية تؤيد مفهوم الروحية الشاملة (Panpsychism)، أي فكرة أن الوعي منتشر في كل مكان في الكون” ، مقتبس من نص ورد على هذا العنوان: https://madar.aspdkw.com/نظريات-الوعي-المتنافسة/
12- https://www.psychologytoday.com/us/blog/theory-consciousness/202105/what-is-phenomenal-consciousness
13- “نظريات الترميز التنبؤية (وتسمي أيضًا بنظريات المعالجة التنبؤية) (Predictive Coding / Processing Theories): الغالبية غير قادرين على دغدغة أنفسهم؛ لأن الدماغ يتنبأ تلقائيّاً بالنتائج الحسية المتوقعة لأفعاله الخاصة ويلغيها. وفي الواقع، يعد التنبؤ أمراً أساسيّاً من أجل تجربتنا لما حولنا، يتيح لنا التغلب على بطء وفقر المعلومات التي تصل عبر حواسنا. المدافعون عن نظريات الترميز (المعالجة) التنبؤية، مثل البروفيسور أنيل سيث (Anil Seth) من جامعة ساسكس (Sussex University)، يعتقدون أن هذا هو مفتاح الوعي، أي أن ما ندركه عن وعي يعتمد في الغالب على ما نتوقعه وليس على ما هو موجود فعليّاً. وإضافة إلى ذلك، فهم يرون أن هذه العمليات التنبؤية مهمة ليس لتجاربنا الإدراكية الذاتية (Subjective perceptual experiences) فحسب، بل لإحساسنا بالذات وشعورنا بامتلاك أجسامنا”. مقتبس من نص ورد على هذا العنوان: https://madar.aspdkw.com/نظريات-الوعي-المتنافسة/
14 ” “الحيوان الآلة (بالفرنسية: animal-machine) فرضية إيثولوجية طرحها ديكارت ضمن إطار الفلسفة الميكانيكية، تقضي بأن الحيوانات هي عبارة عن آلات ليس لديها حس ولا شعور، وأفعالها ليست سوى أفعال انعكاسية استجابةً للمنبهات من الوسط المحيط. حظيت هذه النظرية بتأثير هام في زمانها لكنها فقدت أهميتها في الوقت الحاضر”. فيما بعد عمل ديكارت في كتاب «الإنسان» «Traité de l’homme» الذي صدر بعد وفاته سنة 1662 على تطوير تلك الفرضية لتصبح نمموذجا لفهم الظواهر الحية وتفسيرها حسب مبادئ الميكانيكا. تقوم نظرية الحيوان الآلة على مسلمات. مسلمة ميتافيزيقية تقضي بالتمييز بين النفس والجسد. المسلمة الثانية والتي تقضي بنفي أي وظيفة بيولوجية عن النفس، لان وظيفتها الوحيدة تقتصر على التفكير فحسب. وثالثا بأن الجسم الحي كما الجماد، خاضع لقوانين الطبيعة الواردة في كتاب “العالم” ونعني قانون العطالة وقانون التصادم وقانون تكافؤ قوة الفعل وقوة ردة الفعل. وفرت تلك المسلمات المؤسسة لنظرية “الحيوان الآلة” الظروف الابستمولوجية لتأسيس الفيزيولوجيا الميكانيكية. مقتبس من نص ورد على هذا العنوان: https://ar.wikipedia.org/wiki/الحيوان_الآلة
المصدر الرئيس:
https://www.newscientist.com/question/four-main-theories-consciousness/