لكل باسقة من مزارع تاروت ذكريات وحكاية ، كان الأجداد يتعاهدون كل نخلة وفسيلة بالرعاية والحب ، لهم بصماتهم على كل عذق وسعفة ، يتبادلون مع عمتهم المنفعة ، هم يعطونها وهي ترد الجميل بأفضل منه ، الفنان “عبد الكريم الرامس” بريشته يرسم ما تبقى من الذكريات بيننا وبين النخلة ، فوقف وسط طريق سلكه الأجداد لمئات السنين وكان عامرا بالحياة والنشاط ، وهو الآن شبه ميت ، حرك فرشاته كي تكتب ما أمحاه الزمان من وصل ووفاء بين الإنسان وبين النخلة ورغم الهجران تبقى بعض الباسقات شامخات ، تنادي … لكن لا مجيب الا مارحم ربي…
وكأن الفرشاة تغني “أغنية تاروت” على لسان الشاعر الأديب السيد عدنان العوامي إذ يقول:
عفو الصبا تاروت عفو الصبا *** ما أجمل الذكرى وما أعذبا
@@@
تاروت من بعثر هذا السنا *** على روابيك ومن ذوبا