No, COVID-19 vaccines won’t make you infertile
(Tina Hesman Saey – بقلم: هيسمان ساي)
ملخص المقالة:
حذرت منظمة الصحة العالمية من أن العالم يتعامل مع وباءين: انتشار فيروس كورونا التاجي، وانتشار المعلومات الخاطئة والمعلومات المضللة. وتُستخدَم بعض هذه الأكاذيب أو أنصاف الحقائق عمدا من قبل عدد قليل من الناس للمساعدة في بيع مكملات الفيتامينات والكتب وأقراص الفيديو الرقمية، أو لتعزيز نفوذهم الخاص. وقد سمع الغالبية العظمى من الناس معلومات مضللة من صديق أو قريب، أو رأوها على وسائل التواصل الاجتماعي، أو سمعوها تُكرَر من قبل المشاهير أو السياسيين. وإحدى الشائعات هي أن لقاحات فيروس كورونا تسبب العقم، رغم عدم وجود دليل على ذلك، بل تظهر بيانات حقيقية فوائد اللقاح. وقد وضع مكتب الجراح العام في الولايات المتحدة قائمة تدقيق مفيدة تساعد على فحص المعلومات التي يراها أو يسمعها الناس، وهذه القائمة هي جزء من مجموعة أدوات لتعليم الناس كيفية مكافحة المعلومات المضللة في مجتمعاتهم، بما في ذلك التحدث حضوريًا إلى الأصدقاء وأفراد الأسرة الذين ربما صدقوا نظريات المؤامرة.
( المقالة )
تظهر البيانات أن اللقاحات لا تسبب العقم، ولكن الإصابة بفيروس كورونا يمكن أن تسبب ذلك
حذرت منظمة الصحة العالمية من أن العالم يتعامل مع وباءين. أحدهما هو انتشار فيروس كورونا التاجي، ولكن الآخر، بنفس القدر من الخطورة، هو انتشار المعلومات الخاطئة والمعلومات المضللة. وقد نشأت معلومات كاذبة أو مضللة حول الفيروس والعلاجات واللقاحات والأقنعة وكل جانب آخر من جوانب الجائحة (أخبار العلوم: 5/6/21).ويتم استخدام بعض هذه الأكاذيب أو أنصاف الحقائق عمدا من قبل عدد قليل من الناس للمساعدة في بيع مكملات الفيتامينات والكتب وأقراص الفيديو الرقمية، أو لتعزيز نفوذهم الخاص. ولكن الغالبية العظمى من الناس ربما سمعوا معلومات مضللة من صديق أو قريب، أو رأوها على وسائل التواصل الاجتماعي، أو سمعوها تُكرر من قبل المشاهير أو السياسيين. وفي استطلاع للبالغين في الولايات المتحدة أجرته مؤسسة عائلة كايسر (Kaiser Family Foundation)، يعتقد ما يقرب من 8 من كل 10 أشخاص، أو ليسوا متأكدين من صدق كذبة شائعة واحدة على الأقل حول الجائحة. كما يعتقد حوالي 46 في المائة من الناس أو غير متأكدين من واحد إلى ثلاثة أكاذيب تتعلق بالجائحة، ويعتقد 32 في المائة أو غير متأكدين مما إذا كانت أربعة تصريحات خاطئة أو أكثر صحيحة أو كاذبة. ولم يصدق 22 في المائة فقط من البالغين في الاستطلاع أيا من التصريحات الكاذبة.
وإحدى الشائعات الخبيثة بشكل خاص هي أن لقاحات فيروس كورونا تسبب العقم. ففي الاستطلاع، قال 8 في المائة من الناس إنهم يعتقدون أن هذه المقولة كاذبة. ولم يكن 23 في المائة آخرون من الأشخاص الذين شملهم الاستطلاع متأكدين مما إذا كانت الدراسات قد أظهرت وجود صلة بين اللقاحات والعقم.
ولا يساعد الناس على ادراك الحقيقة من الخيال عندما ينشر المشاهير معلومات غير صحيحة. ففي الآونة الأخيرة، قال لاعب الوسط في غرين باي باكرز (Green Bay Packers) [٢] آرون رودجرز إنه كذب بشأن التطعيم بسبب المخاوف من أن لقاح كوفيد-19 قد يسبب العقم، كما ذكرت مجلة بيبول (People). ويأتي ذلك بعد تغريدة مغنية الراب نيكي ميناج بأن صديق ابن عمها في ترينيداد عانى من تورم الخصيتين بعد الحصول على اللقاح. وقد اعترض وزير الصحة في ترينيداد وتوباغو على هذا الادعاء، وفقا لشبكة سي إن إن.
ومع ذلك، ليس الرياضيون والمشاهير فقط ينشرون شائعات كاذبة حول لقاحات كوفيد-19 والعقم. فهذه المعلومات المضللة موجودة في كل مكان. وفي كيبيرا، وهي مستوطنة غير رسمية في عاصمة كينيا نيروبي، يسمع متطوعو الصحة المجتمعية اثنين من المخاوف الرئيسية بشأن الحصول على اللقاح: “هل يمكنني إنجاب أطفال بعد ذلك؟” و “هل يمكنني الحصول على اللقاح إذا كنت مصابا بمرض السكري أو السرطان [أو مشاكل صحية أخرى]؟”،. وتقول إدا أوغوغو، منسقة برنامج الرعاية الصحية الأولية للمنظمة الدولية غير الربحية كارولينا فوي كيبيرا – افريقيا التي تساعد في تنسيق توزيع اللقاحات، إن هناك انقساما بين من يطرح هذه الأسئلة. وتوضح: “السكان الأصغر سنا خائفون من العقم. كبار السن خائفون من الأمراض المصاحبة”.
والمحادثة الأسهل هي طمأنة الناس بأن اللقاح لن يتداخل مع أدويتهم، وقد يساعد أولئك الذين يعانون من مشاكل صحية على تجنب أخطر مضاعفات كوفيد-19. ولكن، تقول أوغوغو: “عندما يتعلق الأمر بالخصوبة، هناك أولئك الذين يقتنعون. يقولون، ‘واو! من الجيد معرفة ذلك”‘، ثم يحصلون على تطعيمتهم. وبعد ذلك، “هناك أولئك الذين يقولون، ‘سأستمر في السؤال وعندما أحصل على المعلومات التي أريدها سآتي [أحصل على التطعيم]'”. وتوضح أوغوغو إن أقل بقليل من 7 في المائة من البالغين في كينيا يتم تطعيمهم بالكامل، ويرجع ذلك في الغالب إلى عدم الحصول على اللقاحات، ولكن المعلومات المضللة تلعب دورا أيضا (أخبار العلوم: 2/26/21).
وغالبا ما تعلن وسائل الإعلام المحلية والعالمية على حد سواء أنه لا يوجد دليل على أن لقاحات كوفيد-19 تسبب العقم. ولكن هذه الاستجابة الباهتة تترك الباب مفتوحا لسوء التفسير أو الشائعات عن التستر. وفي الواقع، هناك أدلة على أن اللقاحات لا تسبب العقم. وقد وجدت إحدى الدراسات أنه لا يوجد فرق في معدلات الحمل بعد نقل الأجنة لدى النساء اللواتي لديهن أجسام مضادة ضد الفيروس التاجي بسبب التطعيم أو العدوى، مقارنة بالنساء اللواتي ليس لديهن أجسام مضادة، وفقا لما ذكره الباحثون في تقارير الخصوبة والعقم في شهر سبتمبر 2021. وفي التجارب السريرية التي تختبر اللقاحات، حدث الحمل العرضي في كل من مجموعة اللقاحات والمجموعة الضابطة غير الملقحة بمعدلات مماثلة، كما تظهر البيانات المنشورة في عدد شهر أبريل من نشرة “علم المناعة – مراجعات الطبيعة” (Nature Reviews Immunology). إن معدلات الإجهاض كانت متشابهة أيضا، كما أفاد باحثون في دراسة نشرتها مجلة لانسيت (Lancet) في عدد أكتوبر 2021 وكانت تنظر الى حالات الحمل في تجربة لقاح أسترا زينيكا.
وتظهر بيانات حقيقية عالمية من إسرائيل، لأكثر من 15000 امرأة حامل أيضا، فوائد اللقاح. وقد تم تطعيم حوالي نصف الحوامل باللقاح من فايزر وشريكها الألماني بايونتيك. وأصيب حوالي 2 في المائة فقط بالفيروس التاجي – معظمها بين التطعيمتين الأولى والثانية. ولكن استمر معدل الإصابة بين النساء غير الملقحات في الارتفاع، ليصل إلى حوالي 4 في المائة بحلول نهاية الدراسة، مما يشير إلى أن التطعيم يمكن أن يمنع العدوى أثناء الحمل، وفقا لما ذكره الباحثون في عدد يوليو من مجلة الجمعية الطبية الأمريكية (جاما) [٣].
وهذه أخبار جيدة لأن النساء الحوامل اللواتي يصبن بفيروس كورونا (كوفيد-19) أكثر عرضة لولادة أطفالهن قبل الأوان، وقد يتم إدخالهن إلى وحدة العناية المركزة أو يمتن بمعدل أعلى من النساء غير المصابات، وفقا لما وجدته دراسة من الدراسات التي نشرت العام الماضي في المجلة الطبية البريطانية. وتظهر ثلاث دراسات أن الرجال الذين يصابون بفيروس كورونا (كوفيد-19) قد يكون لديهم مستوياتٌ أقل من هرمون التستوستيرون وانخفاضُ عدد الحيوانات المنوية بعد العدوى، وقد يكونون أكثر عرضة للإصابة بضعف الانتصاب. وليس من الواضح ما إذا كانت أي من هذه المشاكل تستمر على المدى الطويل.
لكن هذه عواقب الإصابة بكوفيد-19، وليس اللقاحات. وأفاد الباحثون في عدد يونيو من مجلة الجمعية الطبية الأمريكية (جاما) أن لقاح فايزر الحمض النووي الريبي المرسال (mRNA) لم يضر بإنتاج الحيوانات المنوية، مما أضاف إلى الأدلة المتزايدة على أن اللقاحات آمنة. وقد تتسرب تلك الحقيقة في نهاية المطاف إلى الأشخاص الذين يخشون أن يؤدي الحصول على اللقاح إلى الإضرار بخصوبتهم.
وفي تقريرها الأخير عن إدارة “وباء المعلومات” – طوفان المعلومات حول كوفيد-19، صحيحا وكاذبا على حد سواء، التي يواجهها الناس كل يوم – وضعت منظمة الصحة العالمية استراتيجيات قصيرة وطويلة الأجل لجعل الناس أقل عرضة للمعلومات المضللة. ومع ذلك، يذكر التقرير أن هناك شيئا واحدا واضحا. “أثار كل من التداول البريء للمعلومات المضللة وحملات التضليل الخبيثة إجراءات في جميع أنحاء العالم، التي تعرض [الناس] لخطر أكبر لنشر الفيروس التاجي، وجعلهم أكثر عرضة للإضرار بصحتهم”.
وقد وضع مكتب الجراح العام في الولايات المتحدة قائمة تدقيق مفيدة لمساعدة الناس على فحص المعلومات التي يرونها أو يسمعونها. وقائمة التدقيق هي جزء من مجموعة أدوات لتعليم الناس كيفية مكافحة المعلومات المضللة في مجتمعاتهم، بما في ذلك التحدث – ويفضل أن يكون ذلك حضوريًا بدلا من الإنترنت – إلى الأصدقاء وأفراد الأسرة الذين ربما صدقوا نظريات المؤامرة.
وقال الجراح العام فيفيك مورثي لأخبار أيه بي سي (ABC): “نحن بحاجة إلى أشخاص في المجتمعات في جميع أنحاء بلدنا لإجراء هذه المحادثات”. وإذا كان استطلاع مؤسسة كايسر يشير الى أي شيء، فلا يوجد نقص في الأشخاص الذين يمكنهم الاستفادة من مثل هذه المناقشات.
*تمت الترجمة بتصرف
المصدر:
https://www.sciencenews.org/article/covid-vaccine-infertility-pregnancy-false-information
اقتباسات:
إل. هاميل وآخرون، KFF COVID-19 Vaccine Monitor: Media and Misinformation. KFF poll. Published November 8, 2021.
آر. أس. موريس، SARS-CoV-2 spike protein seropositivity from vaccination or infection does not cause sterility. Fertility and Sterility Reports. Vol. 2, September 1, 2021. doi: 10.1016/j.xfre.2021.05.010.
ڤي. مايل وآخرون، Are COVID-19 vaccines safe in pregnancy? Nature Reviews Immunology. Vol. 21, April 2021. doi: 10.1038/s41577-021-00525-y.
كي. هيلسون وآخرون، Fertility rates and birth outcomes after ChAdOx1 nCoV-19 (AZD1222) vaccination. The Lancet. Published online October 21, 2021. doi: 10.1016/S0140-6736(21)02282-0.
آي. غولدشتاين وآخرون، Association between BNT162b2 vaccination and incidence of SARS-CoV-2 infection in pregnant women. Vol. 326, July 12, 2021. doi: 10.1001/jama.2021.11035.
جي. ألوتي وآخرون، Clinical manifestations, risk factors, and maternal and perinatal outcomes of coronavirus disease 2019 in pregnancy: living systematic review and meta-analysis. British Medical Journal. Vol. 370, September 1, 2020. doi: 10.1136/bmj.m3320.
إم بي هامارات وآخرون، Effect of SARS-CoV-2 infection on semen parameters. Canadian Urological Association Journal. Published online May 8 , 2021. doi: 10.5489/cuaj.7292.
تونغ-تشين هسيه وآخرون، The epidemic of COVID-19-related erectile dysfunction: A scoping review and health care perspective. Sexual Medicine Reviews. Published online Sep 20, 2021. doi: 10.1016/j.sxmr.2021.09.002.
دي سي غونزاليز وآخرون، Sperm parameters before and after COVID-19 mRNA vaccination. JAMA. Vol. 326, June 17, 2021. Doi:10.1001/jama.2021.9976.
الهوامش:
[١] تأسست كارولينا فوي كيبيرا – أفريقيا (CFK) في عام 2001، وتعمل على تحسين الصحة العامة والازدهار الاقتصادي في المستوطنات غير الرسمية الكينية من خلال خدمات الرعاية الصحية الأولية المتكاملة ومبادرات التعليم والتنمية الاقتصادية وبرامج تمكين الفتيات. من خلال نهج إنمائي تشاركي، تعمل كارولينا فوي كيبيرا مباشرة مع سكان كيبيرا لجلب فرص جديدة لتحسين الحياة والتخفيف من حدة الفقر. في عام 2020، اعترفت مؤسسة غيتس بالموظفين في دار تابيثا الجديدة للأمومة في كارولينا فوي كيبيرا كأبطال في الخطوط الأمامية لضمان استمرارية الرعاية أثناء الوباء. ويكيبيديا [٢] غرين باي باكرز (Green Bay Packers) هو فريق كرة قدم أمريكي محترف مقره في غرين باي، ويسكونسن. يتنافس باكرز في الدوري الوطني لكرة القدم (NFL) كنادي عضو في القسم الشمالي للمؤتمر الوطني لكرة القدم (NFC). إنه ثالث أقدم امتياز في اتحاد كرة القدم الأميركي، يعود تاريخه إلى عام 1919، وهو الفريق الرياضي المحترف الرئيسي الوحيد غير الربحي المملوك للمجتمع ومقره في الولايات المتحدة. ويكيبيديا [٣] جاما: مجلة الجمعية الطبية الأمريكية، هي مجلة طبية خاضعة لمراجعة الأقران تنشرها الجمعية الطبية الأمريكية 48 مرة في السنة. تنشر الأبحاث والمراجعات والافتتاحيات الأصلية التي تغطي جميع جوانب الطب الحيوي. تأسست المجلة في عام 1883 وكان ناثان سميث ديفيس هو المحرر المؤسس. وحاليًا، رئيس التحرير المؤقت للمجلة هو فيل فونتاناروسا، الذي خلف هوارد بوشنر من جامعة بوسطن في 1 يوليو 2021. ويكيبيديا