لماذا جدران بيوت القطيف التقليدية (تتراوح أعمار البيوت مابين 150 – إلى 400 عام) ذات سمك كبير وهو عرض لم نألفه ولم نشاهده إلاّ في أسوار القلاع والحصون؟
سؤال يستحق التوقف عنده ودراسته وكشف بعض تفاصيله الإنشائية والنفعية!
وهذه الإستفسارات كثيراً ما يتداولها الناس ونسمعها ، وخصوصاً من المهتمين بمثل هذه العمارة التقليدية !!! وماهي المواد ولماذا هذا السمك المبالغ فيه؟
القطيف ودول الخليج بشكل عام يمتاز مناخها بالحرارة والرطوبة العالية جداً ، مما يستدعي المعالجة لهذا المناخ القاسي ، ولهذا لجأ الحرفي القطيفي للمواد الأولية المتوفرة بالبيئة القريبة ، بالإضافة إلى استخدامها بطريقة ذكية للإستفادة منها في تلطيف ومعالجة ارتفاع الحرارة والرطوبة،،،
ولهذا تتميز جدران المباني والبيوت السكنية التاريخية بالقطيف (وخصوصاً الدور الأرضي) وكذلك الجدران المحيطة بالحوي ، بأنها سميكة قد يتراوح عرضها من ( 50 سم – 100 ) وذلك لعدة أسباب إنشائية بحتة،،،،
وأولها: لزيادة الربط والإحكام وتحمل الضغط ،،،
وثانياً: تساعد سماكة الجدران على العزل الحراري والصوتي المناسب ،،،
بالإضافة إلى المكونات الإنشائية للأبنية بالقطيف عبارة عن مواد بيئية محلية كالجص الحر والخگري (خليط من الرماد والجص) والطين والأحجار البحرية والبرية، أما عن الأرضيات فكانت (طين أو رمل) والتي تتميز بعزل حراري عال.
جميل جدًا- شكرًا للمؤرخ الأستاذ اسماعيل هجلس.