مصدر الصورة: radioallen.cl

تطور المتصورة المنجلية للإفلات من التشخيص السريع للملاريا في أفريقيا – ترجمة* محمد جواد آل السيد ناصر الخضراوي

Plasmodium falciparum evolving to escape malaria rapid diagnostics in Africa
 (University of North Carolina Health Care – تقديم: الرعاية الصحية بجامعة كارولينا الشمالية)

ملخص المقالة:

درس باحثون من جامعة كارولينا الشمالية ومعهد الصحة العامة الإثيوبي ومنظمة الصحة العالمية عينات دم أكثر من 12000 فرد إثيوبي، وتبين لهم أن طفرتين وراثيتين في الطفيلي المسبب للملاريا يسمحان له بالإفلات من الاكتشاف باستخدام اختبارات التشخيص السريع، ما يؤكد الحاجة الملحة الى نهج تشخيصي بديل. وقد دفعت هذه النتائج إلى تغيير السياسات المتعلقة بالاختبار التشخيصي في المناطق الأكثر تضررا من اختبارات التشخيص السريع المعتمدة على البروتين الغني بالهسيدين 2/3 الى اختبارات التشخيص السريع المستهدفة الغير معتمدة على هذا البروتين.

( المقالة )

إثيوبيا: في المنطقة المظللة بالأحمر، تقلصت نسبة تشخيصات الاختبار السريع المئوية لحالات الملاريا بسبب طفرات الطفيليات. المصدر: كلية الطب بجامعة الأمم

من الأدوات الرئيسية لمكافحة الملاريا في أفريقيا استخدام اختبارات التشخيص السريع، التي كانت جزءا من استراتيجية “مسار الاختبار والعلاج” في إثيوبيا، ثاني أكثر البلدان اكتظاظا بالسكان في أفريقيا. ولكن الباحثين الذين يدرسون عينات دم أكثر من 12000 فرد في إثيوبيا يقدرون الآن أن هذه الاختبارات أخفقت في ما يقرب من 10 في المائة من حالات الملاريا الناجمة عن المتصورة المنجلية للطفيلية، وهو السبب الأكثر شيوعا لحالات الملاريا والوفيات.

وأظهر البحث، الذي نشر في  نشرة “علم أحياء الطبيعة الدقيقة” (Nature Microbiology)، أن طفرتين وراثيتين في الطفيلي يسمحان له بالإفلات من الاكتشاف.

وقال المؤلف الأقدم جوناثان ب پار (دكتوراه في الطب)، أستاذ مساعد في قسم الأمراض المعدية في كلية الطب بجامعة كارولينا الشمالية: “هذه مشكلة خطيرة لجهود مكافحة الملاريا وتذكير بأن مسببات الأمراض قادرة جدا على التكيف من أجل البقاء”. وتابع: “هناك حاجة ماسة إلى المراقبة في جميع أنحاء القرن الأفريقي والى نهوج  تشخيص بديلة للملاريا في المناطق المتضررة”.

المؤلفان المشاركان سينديو فيليك (ماجستير)، في معهد الصحة العامة الإثيوبي، وجين كانينغهام (طبيبة)، في منظمة الصحة العالمية، والدكتور پار.

وتم تنفيذ هذا المشروع البحثي بالشراكة مع معهد الصحة العامة الإثيوبي ومنظمة الصحة العالمية. وسجل فريق البحث 12572 مشاركا على طول حدود إثيوبيا مع إريتريا والسودان وجنوب السودان، باستخدام اختبارات التشخيص السريع، وتشخيص تفاعل البوليميراز المتسلسل، والمناعية فائقة الحساسية لاكتشاف المستضدات، وتسلسل الجيل التالي، ليجد أن المتصورة المنجلية المفتقرة إلى البروتين 2 للجينات الغني بالهسيدين 2 والبروتين 3 للجينات الغني بالهسيدين 3 فلتا من الاكتشاف بواسطة اختبارات التشخيص السريع، وتبين أنه انتشر بسرعة.

وبالتعاون مع جيفري أ بيلي (دكتوراه في الطب) وأوزكان أيدمير (دكتوراه) من جامعة براون، طبق الباحثون نهج التسلسل الجزيئي لتحديد أنماط الحذف الخاصة لهذه الطفرات الجينية. وقال أيدمير: “لقد سمحت لنا طريقتنا بدراسة المعلومات الجينية الغنية المحيطة بهذه الجينات بتفصيل دقيق وعلى نطاق واسع، مما يسهل تحديد الأصول التطورية لهذه الحذف”.

المتصورة المنجلية، الطفيليات المسببة للملاريا. المصدر: الدكتور ماي ملفين (CDC/Wikimedia commons)

وقال البروفيسور پار، وهو عضو في معهد الصحة العالمية والأمراض المعدية التابع لجامعة كارولينا الشمالية: “يشير عملنا إلى أن حذف البروتين 3 للجينات الغني بالهسيدين 3 قد نشأ بشكل مستقل عدة مرات على مر السنين”. وأضاف: “وجدنا أيضا علامات على أن الاختبارات والعلاج القائمين على اختبارات التشخيص السريع يقودان ارتفاعا حديثا في انتشار طفرة حذف البروتين 2 للجينات الغني بالهسيدين 2، مما يسمح للطفيليات بالافلات من الاستكشاف”.

وفي الورقة البحثية المنشورة في مجلة “علم أحياء الطبيعة الدقيقة”، يسأل المؤلفون: “ما هي المزايا الأخرى التي قد تتمتع بها الطفيليات المحذوفة حذف البروتين 2 للجينات الغني بالهسيدين 2 / البروتين 3 للجينات الغني بالهسيدين 3 على أولئك الذين لديهم جينات سليمة؟ إن فهمنا المحدود لبيولوجيا هذه الحذف يجعل من الصعب الإجابة على هذا السؤال”. ولكن المؤلفين يفترضون عدة خطوط من التحقيق في الورقة البحثية، على الرغم من أن هناك شيئا واحدا مؤكدا.

وقال پار: “لقد وجدنا أدلة واضحة على أن الطفيليات قد تطورت مؤخرا للافلات من الاكتشاف عن طريق اختبارات التشخيص السريع للملاريا على طول حدود إثيوبيا مع السودان وإريتريا. وكانت النتائج السلبية الكاذبة شائعة في مواقع متعددة وستؤدي إلى التشخيص الخاطئ والوفيات الناجمة عن الملاريا دون تدخل”.

وقال فيليك: “دفعتنا نتائج هذا الجهد البحثي المشترك إلى تغيير سياساتنا المتعلقة بالاختبار التشخيصي من اختبارات التشخيص السريع المعتمدة على البروتين الغني بالهسيدين 2/3 الى اختبارات التشخيص السريع المستهدفة الغير معتمدة على البروتين بالهسيدين 2/3 في المناطق الأكثر تضررا في إثيوبيا”.

كما دفعت هذه الدراسة منظمة الصحة العالمية إلى جانب العديد من التقارير الأخرى غير المنشورة إلى إصدار بيان قَلَق.

وقالت كانينغهام: “توصي منظمة الصحة العالمية بأن تبدأ جميع البلدان التي تتوطن فيها الملاريا وتحافظ على مراقبة عمليات حذف البروتين 2 للجينات الغني بالهسيدين 2 / البروتين 3 للجينات الغني بالهسيدين 3 والاستجابة بشكل مناسب عند تأكيدها، من أجل منع الاعتلال والوفيات غير الضرورية وحماية التقدم المحرز نحو القضاء على الملاريا، ولا سيما في مناطق أفريقيا الواقعة جنوب الصحراء الكبرى”.

*تمت الترجمة بتصرف

المصدر:

https://phys.org/news/2021-09-plasmodium-falciparum-evolving-malaria-rapid.html

لمزيد من المعلومات: سينديو ام فيليكي وآخرون، Plasmodium falciparum is evolving to escape malaria rapid diagnostic tests in Ethiopia, Nature Microbiology (2021).  DOI: 10.1038/s41564-021-00962-4

الهوامش:

[١] المتصورة المنجلية هي طفيلي بروتوزوان أحادي الخلية للبشر، والأنواع الأكثر فتكا من المتصورة التي تسبب الملاريا لدى البشر. ينتقل الطفيلي عن طريق لدغة بعوضة الأنوفيليس الأنثوية ويسبب أخطر أشكال المرض، الملاريا المنجلية. ويكيبيديا.

المهندس محمد جواد آل السيد ناصر الخضراوي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *