فقد أعلن فريق العلماء من معهد الصين للفيزياء البلازمية هذا الأسبوع أنهم تمكنوا من الوصول بدرجة حرارة البلازما في “المفاعل التجريبي للموصل فائق التطور” أو “توكاماك”، الذي أطلق عليه اسم “الشمس الصناعية”، إلى 100 مليون درجة مئوية، وهي درجة الحرارة المطلوبة للحفاظ على تفاعل الاندماج الذي ينتج طاقة أكبر مما يتطلبه الأمر لتشغيله.
ولتوضيح الأمر، تقدر درجة الحرارة في قلب الشمس بحوالي 15 مليون درجة مئوية، مما يجعل البلازما في “الشمس الصناعية” في الصين أكثر بنحو 6 أضعاف حرارة الشمس.
وقال العلماء الصينيون إنهم تمكنوا من تحقيق هذه الحرارة الهائلة باستخدام أساليب جديدة مختلفة في تسخين البلازما والتحكم بها، لكنهم أوضحوا أن هذه الحرارة لم تستمر إلا لعشر ثوان فقط.
ومع أن العلماء حققوا هدف الوصول إلى 100 مليون درجة مئوية، إلا إنهم لم يحققوا الفترة الزمنية المطلوبة للمحافظة على هذه الحرارة، وهو 17 دقيقة.
وتأتي هذه الأخبار بعد أن كانت الصين قد صدمت المجتمع العلمي في أكتوبر الماضي بخطط لإطلاق “قمر إضاءة” صناعي ليحل محل أضواء الشوارع بحلول عام 2020.
وقال الأستاذ المساعد في الجامعة الوطنية الأسترالية، ماثيو هول، في حديث إلى قناة ABC، إن الإنجاز يشكل خطوة مهمة لعلم الاندماج النووي.
وأوضح قائلا: “إنها بالتأكيد خطوة مهمة بالنسبة لبرنامج الانصهار النووي الصيني وتطور هام للعالم بأسره”، مضيفا أن تطوير مفاعلات الاندماج يمكن أن ي
كون الحل لمشاكل الطاقة العالمية.
وأشار إلى أن الفائدة من هذه الخطوة هي إنتاج طاقة هائلة ومستمرة، من دون انبعاثات غازات دفيئة ولا نفايات مشعة طويلة الأجل.
وأضاف أن مفاعلات الاندماج النووي تخلو أيضا من المخاطر المرتبطة بمفاعلات الانشطار النووي المستخدمة حاليا، التي يمكن استخدامها في تطوير أسلحة نووية، كما يمكن أن تتسبب في كوارث بيئية وبشرية هائلة.
يشار إلى أن العلماء كانوا قد توصلوا في فبراير 2016 إلى حرارة 50 مليون درجة مئوية، وتمكنوا من الاحتفاظ بها لمدة 102 ثانية، وهو رقم قياسي في ذلك الوقت.
المصدر : سكاي نيوز