إصدار جديد للكاتب الدكتور حسن أحمد اللواتي بعنوان “الفيزياء في متناول اليد” ، في محاولة جادة لفهم الطبيعة من زوايا مختلفة ، ومؤلف الكتاب هو أيضا صاحب كتاب المصمم الأعظم… قراءة نقدية في كتاب “التصميم العظيم” لـ “ستيفن هوكنغ”.
لا بد أَنَّه قد مرَّ عليك المثل القائل “الذي يمسك بالمطرقة يرى في كلِّ مشكلة مِسمارًا”، والمقصود من هذه العبارة أَنَّ لدى الإِنسان –عامَّة– ميلًا تلقائيًّا للنَّظر إِلى الأُمور من خلال عدسة الاعتقادات التي يحملها، والمهارات التي يملكها. فإِنْ كان شاعرًا فهو يرى العالَم بنظرة شاعِرِيَّة عاطِفِيَّة تغلبها لغة المبالغة والتَّشْبيهات والمجاز، وإِنْ كان عالِماً تعوَّد على العمل في المختبرات فهو يرى العالَم من خلال المِجْهَر والتلسكوب والمُعادلات الرِّيَاضِيَّة والتَّفَاعُلَات والنَّظَرِيَّات، وإِنْ كان مُتَعَبِّداً فهو يرى العالَم من خلال قربه وبعده عن المبدأ الأَعْلَى.
فهل العالَم في حقيقته هو ما يراه الشَّاعر، أَمْ ما يراه العالِم، أَمْ ما يراه المُتَعَبِّد، أَمْ ما يراه غيرهم؟ وهل للعالَم –أساسًا– حقيقة واحدة يستطيع أَنْ يراها مَنْ ينظر عبر عدسات مُحَدَّدَة، أَمْ إنَّ لكُلِّ ناظر عالَمه الخاصّ به وإِنَّ العَوَالِم تَتَعَدَّد بتَعَدُّد النَّاظِرين؟
هل أَوراق الأَشجار خَضْرَاء؟ هل الثَّلج بارِد؟ هل الخط شَيْء مُتَّصِل؟ هل الزَّمان يجري من الماضي إِلى المستقبل؟ هل الأَجسام هي حقيقةً أَجسام؟ –الحدس العَامُّ يقول لنا نعم؛ إِنَّها كذلك. ولكن هل تظلُّ هذه الأُمور كما وصفناها عندما ننظر إِليها مِنْ قرب، أَمْ إِنَّ العِلم يكشف لنا أَنَّ ماهيَّات الأَشْيَاء مُخْتَلِفَة عما تَعَوَّدنا عليه من معرفتنا بها بالنَّظر إِليها؟
من الأمور التي جعلت العلوم الطبيعية نخبوية ومحصورة في فئة معينة من المجتمع وفي عزلة تامة عن البقية أنها مرتبطة بشكل وثيق بالرياضيات لأن الرياضيات هي اللغة الأساسية للبحث العلمي، ولكن هناك جانب آخر للعلوم ويمكن الولوج منه للعالم الساحر الخلاب من الطبيعة وهو الجانب المفاهيمي للعلوم، وهذا الكتاب خطوة صغيرة في طريق تبسيط العلوم لغير المتخصصين وتقديم الجانب المفاهيمي البعيد عن المعادلات الرياضية والحسابات الرقمية بهدف تقريب العلوم الطبيعية للجميع.
يحاول هذا الكتاب معالجة بعض المفاهيم الفيزيائية عن المكان والزمان والمادة والطاقة، وينظر بعدسة مكبرة لـ اللبنات الأساسية المكونة للعالم الطبيعي في محاولة لفهم الطبيعة، وجمهور هذا الكتاب هو كل شخص لديه ميول علمية من الطلبة بالمدارس والكليات الجامعية وغيرهم.
الكتاب من حوالي 120 صفحة من القطع الصغير ومن منشورات دار نضد للنشر والتوزيع.
مؤلف الكتاب الدكتور حسن أحمد اللواتي من سلطنة عمان يعمل طبيبا في عيادة صحة الطفل وله كتاب المصمم الأعظم: قراءة نقدية في كتاب التصميم العظيم، ومشاركة بكتاب “تهيؤ الأشياء… نقاشات طبيعية انثروبولوجية” مع الكاتب عادل عبد الله البشرواي.
موضوع الكتاب شيق.
مشوق للقرائه المزيد
شكرا لك د حسين