علوم القطيف مقالات علمية في شتى المجالات العلمية
السرعة مرتبطة ارتباطا وثيقا بالرشاقة ، وأسرع الحيوانات في العالم هي بلا شك الأكثر رشاقة من بين جميع المخلوقات سواء على الأرض او في البحر او تطير في الفضاء. ولا شك أيضا أن تصميم أجسام وأجنحة وزعانف وارجل أسرع الحيوانات هذه منحتهم الميزة التي يحتاجونها كي يتحركون بسهولة ومهارة عالية.
الأسرع في الهواء: الشاهين
يتربع طير الشاهين على عرش أسرع المخلوقات على الكرة الأرضية على الإطلاق ، فهو الأسرع بلا منازع. تم توثيق سرعة الشاهين وهو يهوي من اعلى الى أسفل ب 322 كم في الساعة ، لكنه قد يصل الى 563 كم في الساعة في حالة إنقضاضه نحو فريسته بخط مستقيم (وهذه السرعة لم يتم التحقق منها بشكل علمي). الشاهين يستطيع أن يكور نفسه بإنسيابية فائقة ويبدوا بشكل دمعة وهو يهوي من السماء نحو فريسته بسرعة مذهلة. ويستطيع الشاهين أن يسافر آلاف الكيلومترات في اليوم الواحد ودائما ما يستفيد من إتجاه الرياح ليزيد من سرعته.
الشاهين طير جميل وهو نوع من أنواع الصقور ويسمى أحيانا بالصقر الجوال ، يعيش في كل مكان على الكرة الأرضية وخاصة قرب المناطق الساحلية وأعالي الجبال. يصل طول جناحيه اذا إمتدا الى 120 سم ، ويترواح وزنه بين نصف كيلوجرام الى 750 جم والأنثى قد تصل الى 1500 جرام.
يطارد الشاهين الأرانب والبط والحمام وأنواع أخرى من الطيور ، ولا أحد يستطيع الإفلات من قبضته.
الأسرع في الماء: سمكة المرلين الأسود
تعتبر سمكة المرلين الأسود ، وتسمى أحيانا “الفرس” أسرع حيوان بحري ، تصل سرعتها أثناء الصيد او الهروب من الخطر الى 129 كم في الساعة.
وهي سمكة كبيرة ورائعة يصل وزنها الى 750 كيلوجرام، ويصل طولها الى أكثر من 4.5 متر. تعيش في المحيط الهندي والمحيط الهادي وتقتات على الأسماك الصغيرة والحُبار والأخطبوط ، وتستخدم المنقار المميز الذي يشبه السيف لشل حركة الضحية. ولها زعنفة مدببة في الظهر ، وزعانف صدرية صلبة لا يمكن ثنيها.
الأسرع على الأرض: الفهد
حيوان الفهد أسرع حيوان على الأرض (اليابسة) ، إذ يبلغ سرعته الموثقة 103 كيلومتر في الساعة ، الا أنه قد يصل الى سرعة 113 كيلومتر في الساعة حسب التقديرات الغير موثقة. فهو أسرع حيوان بري يتفوق بسهولة على الغزلان وخيول السباق.
الفهد “والبعض يحلو له تسميته بالفهد الصياد” يمتلك الحجم المتوسط الأمثل للسرعة. ولأن السرعة مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالحجم الذي يحدد الرشاقة كما بينت دراسة مستندة الى 474 نوعا بريا وبحريا بدءا من الحيتان الى الذباب. فالسرعة تزداد مع الحجم حتى تصل إلى المستوى الأمثل ، وبعدها يؤثر الحجم على الرشاقة ويتخطى المستوى الأمثل ، فتكون الحيوانات الأكبر أبطأ لأنها تتطلب المزيد من الطاقة كي تتحرك. بالإضافة الى حجم الفهد المثالي فإنه يجمع مواصفات يتفرد بها مثل طول الساق وحجم العضلات والخطوة الطويلة مما يمنحه الجسم المثالي للركض على الأرض ويتربع على عرش أسرع حيوان على اليابسة.
معظم القطط الكبيرة تصطاد ليلا وتطارد فرائسها في جنح الظلام ، لكن الفهد نهاري يصطاد ويطارد نهارا. الفهد البالغ قد يصل وزنه الى 72 كيلوجرام وطوله يترواح بين 110 سم الى 150 سم بدون الذيل.
بين الإنسان وباقي الحيوانات
أعلى سرعة سجلها الإنسان هي 44.72 كم في الساعة في بطولة العالم لألعاب القوى عام 2009م في برلين، حيث تمكن اللاعب الجامايكي يوسين بولت من قطع 100 متر في 9.58 ثانية ، وتم إطلاق لقب “البرق بولت” على هذا اللاعب. وهي سرعة متواضعة مقارنة مع الفهد ناهيك عن الشاهين.
الأسد ملك الغابة وسيد الحيوانات لا تتعدى سرعته 97 كم في الساعة ، وأسرع خيل سباق تم توثيقه حتى الان بسرعة 88.5 كم في الساعة. أما أسرع نوع من أنواع أسماك القرش فهي لا تتعدى سرعتها 73 كم في الساعة.
الفهد هو أسرع الحيوانات على اليابسة لمسافات قصيرة ، ولا يتمكن من المواصلة شأنه شأن الإنسان فهو يلهث ويتعب ولا يستطيع مواصلة الجري لمسافات طويلة. هناك بعض أنواع من الغزلان درجة التحمل عندها أعلى بكثير من القطط الكبيرة ، فبعضها يستطيع أن يعدوا لأميال وبسرعة عالية تصل الى ما بين 70 الى 100 كم في الساعة مثل بعض أنواع الظباء.
توثيق سرعة الحيوانات ليست بالأمر السهل ويصعب أن نجزم بأن هذا الحيوان هو الأسرع ، لأننا بكل بساطة لم نختبر كل الحيوانات في أصعب الظروف كي تُخرج كل ما لديها من قدرة على العدو ، وقد يكون هناك حيوان او حشرة فائقة السرعة لا نعلم عنها. المراكز قد تتغير عندما تزداد معرفة الإنسان أكثر بالحيوانات.
المصادر: