How Evolutionary Psychology Explains Human Behavior
(بقلم: ليزا فريتشر – Lisa fritscher)
(راجعه طبيا: ستيفن غانز، دكتوراه في الطب – Steven Gans)
علم النفس التطوري هو تخصص علمي يقارب السلوك البشري من خلال عدسة تندرج تحتها مفاعيل التطور. فهو يجمع بين علم النفس (1) ودراسة علم الأحياء.
يسعى علماء النفس التطوري إلى تفسير مشاعر الناس وأفكارهم واستجاباتهم بناءً على نظرية تشارلز داروين للتطور من خلال الانتقاء الطبيعي، على نحو مشابه لكيف يفسر علماء الأحياء التطورية الخصائص الجسدية لكائن حي (2).
مدخل علم النفس التطوري
يفترض أنصار هذا المدخل النفسي أنه حين واجه أسلافنا مشاكل وطوروا أساليب لحلها، كان لدى البعض غرائز فطرية معينة وذكاء أعطتهم القدرة على اكتشاف وتطبيق أكثر الحلول نجاعةً.
وبتحقيق ذلك اكتسبوا مزايا (منافع)، ك صحة أفضل أو عمر أطول ، مما أتاح لهم إنجاب المزيد من النسل من خلال عملية الانتقاء الطبيعي. وفقًا لعلم النفس التطوري، فإن أسلافنا الذين كانت لديهم مزايا سايكلوجية قد نقلوا (ورّثوا) هذه السمات السلوكية إلى الأجيال اللاحقة، مما أدى إلى وجود نسل لديهم هذه السلوكيات التكيفية (3).
من المعروف أن القدرات النفسية (السيكلوجية)، كقراءة نوايا الآخرين وتكوين صداقات واكتساب ثقة الناس، تساعد الشخص طوال حياته. يعتقد علماء النفس التطوري أن هذه المهارات متجذرة في الدارات (circuits) العصبية المعقدة للغاية في الدماغ وأنها موروثة.
غالبًا ما تُقوى هذه النزعة السلوكية الفطرية بإسهامات من ثقافتنا وعائلتنا وعوامل فردية، لكن مبدأ علم النفس التطوري هو أن الآليات العصبية الأساسية تتأثر بالقوى التطورية.
5 مبادئ لعلم النفس التطوري
علم النفس التطوري هو تخصص محدد بشكل جيد للدراسة والبحث بأسس أساسية لا زالت تتطور ومستمرة في توجيه الدراسات الجديدة (2). هناك خمسة مبادئ أساسية لعلم النفس التطوري:
- دماغك هو جهاز فيزيائي يرشدك للتصرف بطريقة مناسبة ومتكيفة مع بيئتك.
- الدارات العصبية في دماغك تساعدك على حل المشكلات بطريقة مناسبة. الطرق المعينة التي صممت بها الدارات العصبية كانت موجه من خلال الانتقاء الطبيعي، على مدى أجيال.
- معظم سلوكياتك النفسية تُحددها داراتك (circuitry) العصبية بنحوٍ لاشعوري، وأنت غالبًا غير مدرك لهذه العمليات اللاشعورية (التي تجري في العقل الباطن). فأنت تعتمد على اتخاذ قرارات واعية لترشدك / توجهك في حياتك اليومية، وقد تكون مدركًا للاستنتاجات / الاستخلاصات المنبثقة عن الدارات العصبية المعقدة بينما تبقى غير مدرك للعملية الضمنية المعنية بهذا الأمر.
- الدارات العصبية في الدماغ متخصصة في حل مشاكل التكيف المختلفة. على سبيل المثال ، الدارات المعنية بالبصر ليست هي نفسها المعنية بالتقيؤ.
- عقلك مرتكز على التغييرات التكيفية التي بدأت في العصر البليستوسيني (4).
علم النفس التطوري والمهارات السلوكية
في أبسط مستوياته يبين علم النفس التطوري المهارات التي نعتبرها بسيطة نسبيًا ومشتركة بين معظم البشر، مثل اللغة.
في مرحلة ما من التاريخ، طور الإنسان الأول مهارات لغوية تتجاوز الهمهمة والإشارة / الإيماءة. كانت القدرة على توصيل الأفكار المعقدة مفيدة لبقاء الإنسان، ونتيجةً لذلك، تطورت قدرات اكتساب اللغة وتقدمت من خلال عملية الانتقاء الطبيعي. قد يجادل علماء النفس التطوري بأن المهارات اللغوية المتقدمة تساهم في سلامة الشخص وبقائه وتكاثره.
ومع ذلك، فإن اللغة أو اللغات التي تتعلمها تعتمد على اللغة المنطوقة (المتحدث بها) في منزلك والحي الذي تعيش فيه، مما يدل على أهمية المدخلات (المفاعيل) الثقافية.
كيف يفسر التطور الرهاب
الرهاب مخاوف غير منطقية وتتجاوز مسألة وقايتك من الخطر. على سبيل المثال، تظهر الدراسات البحثية أنك من الأرجح أن تخاف من الأفاعي (5) والعناكب أكثر من خوفك من الحيوانات المفترسة الأخرى، كالأسود والنمور.
من وجهة نظر تطورية، قد يكون هذا بسبب حقيقة أن الثعابين والعناكب نادرًا ما تُرى. فمن المنطقي بالنسبة لأسلافنا أن يتحروا بعناية عن الحيوانات السامة قبل أن يضعوا أيديهم في الحطب أو الأجمة الملتفة بالحشائش الكثيفة.
بمرور الزمن، أصبحت هذه القدرة على التعرف على هذه الحيوانات الصغيرة الهادئة والتفاعل معها بسرعة سِمةً (خاصية) ورثها العديد من البشر كرد فعل (كاستجابة) غريزية بشرية. في الواقع ، الطفل الصغير الذي لم يسمع من قبل عن مخاطر الثعابين أو العناكب قد يكون له رد فعل دراماتيكي عند رؤيته لها، ربما يكون خوفه هذا متجذرًا في علم النفس التطوري.
مصادر من داخل وخارج النص:
1- https://www.verywellmind.com/major-branches-of-psychology-4139786
2- https://iep.utm.edu/evol-psy/
3- https://www.annualreviews.org/doi/10.1146/annurev.psych.121208.131628
4- “البليستوسيني أو العصر الحديث الأقرب (Pleistocene) وغالبًا ما يشار إليه بـ “العصر الجليدي أو العصر البليستوسيني” هي حقبة أو فترة زمنية من عمر كوكب الأرض بدأت قبل 2,588 مليون سنة وامتدت حتى سنة 11 ألف و700 سنة مضت (ق.ح). يطلق على هذه الحقبة اسم “العصر الجليدي” لأن أجزاءً كبيرة من كوكب الأرض كانت مغطاة بالأنهار والصفائح الجليدية في ذلك الزمن..” ، مقتبس من نص ورد على هذا العنوان: https://ar.wikipedia.org/wiki/العصر_الحديث_الأقرب
5- https://www.verywellmind.com/ophidiophobia-2671873
6- https://www.verywellmind.com/spider-fears-or-arachnophobia-2671679
7- https://www.verywellmind.com/animal-phobias-2671731
8- https://bpspsychub.onlinelibrary.wiley.com/doi/abs/10.1111/bjop.12409
المصدر الرئيس:
https://www.verywellmind.com/ev
مقال جميل. أحسنت
سبحان الله، العقل البشري هُيء للتعامل مع متطلبات الحياة.
فَيا عَجَباً كَيفَ يُعصى الإِلَهُ،أَم كَيفَ يَجحَدُهُ الجاحِدُ
وَفي كُلِّ شَيءٍ لَهُ آيَةٌ، تَدُلُّ عَلى أَنَّهُ واحِدُ
وَلِلَّهِ في كُلِّ تَحريكَةٍ، وَتَسكينَةٍ أَبَداً شاهِدُ. .