technews.tw

سمات الشخصية بشأن كون الشخص شخصًا صباحيًا أو ليليًا على مستويي النمط الظاهري والجيني – ترجمة عدنان أحمد الحاجي

Personality traits relate to being a morning or evening person at both the phenotypic and genetic level
(جامعة وارويك – University of Warwick)

العلاقة بين الشخصية (1) والجينات وميل الجسم الطبيعي للنوم في أوقات معينة من اليوم (chronotype) (النمط الزمني للنوم، انظر 2, 3) من قبل باحثين في جامعة وارويك (Warwick) وجامعة تارتو (Tartu) في إستونيا.

technologynetworks.com

الناس من ذوي الضمير الحي العالي (4) والانفتاح على التجارب (5) المنخفض هم بالأحرى أشخاص صباحيين [ينامون مبكرًا ليلًا ويستيقظون مبكرًا صباحًا]؛ أما سمات الشخصية منخفضة المستوى كالانضباط الذاتي [وهو الزام النفس بفعل أو سلوك ما] ، والبحث عن الإثارة (excitement-seeking) (انظر 6)، والصراحة / العفوية (straightforwardness) فقد ربطت هذه السمات بالنمط الزمني للنوم.

يرجع ذلك جزئيًا إلى عوامل وراثية / جينية، ولكن هناك مجال لتغيير الأنماط الزمنية لنومك إن أردت أن تصبح شخصًا صباحيًا لو أنك حاليًا شخص مسائي / ليلي على سبيل المثال.

اكتشف باحثون من قسم علم النفس بجامعة وارويك العلاقة بين الهياكل الهرمية المختلفة للشخصية والأنماط الزمنية للنوم وحتى الوراثيات (genetics).

يُعتقد أن أحد الأمثلة النموذجية للشخص الصباحي هو الذي يستيقظ بشكل طبيعي في الساعة 6 صباحًا، ويذهب لممارسة رياضة الجري، والاستحمام ، ويتناول وجبة الإفطار، ويكون جاهزًا ليوم عمل مثمر بحلول الساعة 9 صباحًا. بينما يجد الشخص المسائي (الليلي) صعوبة للاستيقاظ في الصباح ويشعر بأنه أكثر إنتاجية في المساء / الليل.

نشر باحثون من جامعة وارويك مع زملائهم من جامعة تارتو مؤخرًا ورقة بحثية بعنوان: “السمات الشخصية المتعلقة بالنمط الزمني للنوم (2، 3) على كل من مستوى النمط الظاهري (7) والجيني” المنشورة في مجلة الشخصية (Personality) (انظر 8)، والتي حللوا فيها العلاقة بين توقيت النوم (النمط الزمني للنوم)، وتفضيل الاستيقاظ الصباحي أو الاستيقاظ المسائي (الليلي)، وسمات الشخصية على مستوى النمط الظاهري والجيني.

في النهاية، وجد الباحثون أن العلاقة بين الشخصية والاستيقاظ الصباحي – الاستيقاظ المسائي (الليلي) ترجع جزئيًا إلى عوامل وراثية.

coolpicking.com

باستخدام عينة كبيرة من المشاركين من البايوبنك (Biobank) الاستوني، طلب الباحثون منهم الإجابة على استبيان عن توقيتات نومهم وشخصيتهم، وقُيمت الشخصية أيضًا من قبل شخص آخر يعرف المشارك جيدًا. بمجرد الإجابة على الاستبيان ، تمكن الباحثون من تحديد علاقات الأنماط الظاهرية (7) بين النوم والشخصية.

وقد تمكنوا أيضًا من حساب الارتباطات (التساوقات) الجينية باستخدام إحصائيات موجزة لدراسة الارتباط الجينومي الكامل (9) للشخصية وتفضيلات النوم.

يمكن تقسيم الشخصية إلى ثلاثة هياكل هرمية: سمات الشخصية الخمس الرئييسية، والتي يطلق عليها الخمس الكبرى (Big Five) (انظر 10)، والصفات (facets) المتعلقة بسمة معينة من هذه السمات الخمس الرئيسية وعناصر الشخصية (items)، قام الباحثون بتحليل الهياكل الثلاثة، ولكن على وجه الخصوص وجدوا على مستوى سمات الشخصية الخمس الرئيسية (الكبرى) أن الناس من ذوي الضمير الحي (Conscientiousness) العالي (4) والانفتاح على التجارب المنخفض (5) قُرنوا بكونهم من ذوي أنماط زمنية نوم مبكر (أي يذهبون إلى النوم مبكرًا ويستيقظون مبكرًا).

على مستوى صفات معينة ذات علاقة بواحدة من السمات الخمس الرئيسية (10)، وجد الباحثون أن الناس الأقل صراحة (أحد الصفات ذات العلاقة بالتوافق / الوفاق، 11) والباحثين عن الإثارة (excitement-seeking) (أحد الصفات ذات الصلة بالانفتاح / بالانبساط (extraversion), انظر 12)، ولكنهم يمتازون بالانضباط الذاتي (أحد الصفات ذات العلاقة بيقظة الضمير، 4) كانوا أكثر احتمالًا لأن تكون لديهم أنماط زمنية للنوم مبكرة. كما أن يقظة الضمير (الضمير الحي) العالي والانفتاح على التجارب المنخفض مرتبطان جينيًا بتفضيل النمط الصباحي (ينامون مبكرين ويستيقظون مبكرين).

علقت طالبة الدراسات العليا والباحثة الدكتورة أنيتا لينيس (Anita Lenneis)، من قسم علم النفس بجامعة وارويك بالتالي:

“ساعدتنا النتائج التي توصلنا إليها في التوصل إلى مسارين محتملين لكيف تؤثر الشخصية في النمط الزمني للنوم. سمات شخصية مثل الضمير الحي (4) والانضباط الذاتي C5: على وجه الخصوص قد يؤثر في النمط الزمني للنوم بالتاثير في تفضيلات الناس للأنشطة والسلوكيات الاجتماعية المختلفة والتي بدورها قد تؤثر في الوقت الذي يذهب فيه الناس الى النوم ويستيقظون منه، أو قد تؤثر الشخصية في النمط الزمني للنوم من خلال القرار الذي يأخذه الناس بشأن وقت نومهم.

“ولكن، قد يؤثر النمط الزمني للنوم أيضًا على الشخصية أو أن النمط الزمني للنوم والشخصية يؤثران بشكل متبادل في بعضهما البعض. نتائج التلازمات (correlations) (التساوقات) الجينية هذا الرأي ولكن سيكون من الضروري إجراء مزيد من الدراسات لفهم الآليات الجينية المشتركة بين المفهومين بشكل أفضل بالإضافة إلى العلاقة السببية بينهما”.

تضيف البروفسورة أنو ريالو (Anu Realo)، من قسم علم النفس في جامعة وارويك التالي:

“لم نثبت فقط أن هناك علاقة بين النمط الزمني للنوم والشخصية و بنحو جزئي جينات الشحص، بل تشير نتائجنا أيضًا إلى أنه قد يكون من الممكن تغيير النمط الزمني للنوم الخاص بالشخص أو على الأقل بإمكانه أن يدرب نفسه على نمط نوم مختلف وأكثر ملائمةً اجتماعيًا وذلك بزيادة الانضباط الذاتي. من الناحية المثالية، ساعات عمل الشحص من شأنها أن تتكيف مع النمط الزمني للنوم، ولكن إذا لم يتم ذلك التكيف، يمكن للأشخاص الليلين [الذين ينامون متأخرين ويستيقظون متأخرين] ممن يعانون من سوء الحالة الصحية أن يتعلموا الذهاب إلى النوم في ساعات مبكرة،  مما قد يؤدي أيضًا إلى تسريع إفراز الميلاتونين [هرمون في الجسد له دور في عملية النوم ].

يتأثر الميلاتونين أيضًا بالضوء الاصطناعي، لذا فإن إطفاء الأنوار بانتظام في ساعات مبكرة قد يؤدي أيضًا إلى النوم في ساعات مبكرة من الليل. ومع ذلك، ستحتاج الدراسات المستقبلية إلى التحقيق فيما إذا كانت مثل هذه التدخلات لتعزيز ضبط النفس ستؤدي إلى تغيير دائم أو ستعزز بالفعل صحة أفضل في الأنماط الزمنية  للنوم المتأخرة [للأشخاص الليليين].

مصادر من داخل وخارج النص:
1- عرفت الشخصية في موسوعة علم النفس بأنها: “التنظيم المتكامل الديناميكي للصفات الجسدية والعقلية والخلقية والاجتماعية للفرد، كما تبين للآخرين خلال عملية الأخذ والعطاء في الحياة الإجتماعية،  “وتضم الشخصية الدوافع الموروثة، والمكتسبة والعادات، والإهتمامات، والعقد والعواطف، والمثل والآارء والمعتقدات” ،بحسب عبد المنعم حنفي في كتاب الموسوعة للطب التفسي.
https://books.google.com.sa/books/about/موسوعة_الطب_النفسى_ال.html?id=cATbAAAAMAAJ&redir_esc=y
2- https://www.sleepfoundation.org/how-sleep-works/chronotypes
3- “بومة الليل، أو شخص المساء / الليلي، هو الشخص الذي يميل إلى البقاء حتى وقت متأخر من الليل.  المصطلح المضاد لبومة الليل هو الطائر الباكر، وهو الشخص الذي يميل إلى أن ينام في وقت يعتبر مبكر ويستيقظ أيضًا في وقت مبكر. في العديد من البلدان، تسمى الطيور الباكرة “الأفراد-أ” ويسمى البوم الليلي “الأفراد-ب”. يستخدم الباحثون تقليديًا مصطلحي “الصباح” و “المساء” للدلالة على النمطين الزمنيين النهار أو النشاط الليلي في سلوك الحيوان” ، مقتبس من نص ورد على هذا العنوان:
https://ar.wikipedia.org/wiki/بومة_الليل_(وصف)
4- “يقظة الضمير او الضمير الحي (conscientiousness) ، ورد تعريفه من عدة مصادر على انه مجموع السمات  الشخصية التي تركز على ضبط النفس  والترتيب في السلوك والالتزام بالواجبات، وهو يعكس  المثابرة والتنظيم لتحقيق الأهداف المرجوة ، فالدرجة المرتفعة تدل على أن الشخص  منظم ويؤدى واجباته باستمرار وبإخلاص ، بينما الدرجة المنخفضة منه يدل على ان الشخص أقل حذراً وأقل تركيزاً أثناء أدائه للمهام المختلفة،
5- “يعدّ الانفتاح على التجربة (openess to experience) أحد المجالات التي تُستخدم لوصف شخصية الإنسان عبر نموذج العوامل الخمسة. يشمل الانفتاح خمسة جوانب أو أبعاد، تتضمن: المخيلة النشطة (الخيال)، والحساسية الجمالية، والانتباه إلى المشاعر الداخلية، وتفضيل التنوع، والفضول الفكري. أثبت قدر كبير من الأبحاث في علم المقاييس النفسية أن هذه الجوانب أو الصفات مرتبطة ببعضها بشكل ملحوظ. وبالتالي، يمكن النظر إلى الانفتاح على أنه سمة شخصية عالمية تتكون من مجموعة من السمات والعادات والميول المحددة التي تتجمع معًا” ، مقتبس من نص ورد على هذا العنوان:
https://ar.wikipedia.org/wiki/انفتاح_على_التجربة
6- “البحث عن الإحساس، ويُطلق عليه أيضًا البحث عن الإثارة (excitement-seeking)، هو الميل إلى متابعة أحاسيس ومشاعر وتجارب جديدة ومختلفة. السمة تصف الذين يسعون وراء الأحاسيس الجديدة والمعقدة والمكثفة، والذين يحبون أن يجربوا من أجل التجربة  فحسب، والذين قد يخاطرون لمواصلة تلك التجارب. ترجمناه من نص ورد على هذا العنوان:
https://www.psychologytoday.com/us/basics/sensation-seeking
7- ” النمط الظاهري (phenotype) هو التكوين الظاهري الفيزيائي للكائن الحي. وهو عبارة عن مجموعة الخصائص أو السمات الظاهرية الفيزيائية الخاصة بالكائن الحي، مثل شكله، نموه، خصائصه الكيميائية الحيوية والفيزيولوجية، ظواهره، سلوكياته، ونواتج سلوكياته (مثل أعشاش الطيور)، وأي جزء مما يظهر من مبناه، وظيفته، أو سلوكه. فهو لا يدل فقط على السمات الخارجية التي تظهر على السطح، وإنما يشمل أيضا ما يمكن جعله ظاهرا من السمات بواسطة عمليات تقنية معينة، مثل فئات الدم. ما يحدد النمط الظاهري غالبا هو الجينات، ولكنه يتأثر أيضاً بالعوامل البيئية. فالأنماط الظاهرية تنتج عن تمثُّل النمط الجيني للكائن الحي وعن تأثير العوامل البيئية، وعن تفاعلها مع النمط الجيني” مقابس نن نص ورد على عذا العنوان: https://ar.wikipedia.org/wiki/نمط_ظاهري
8- https://onlinelibrary.wiley.com/doi/10.1111/jopy.12645
9- “دراسة الترابط الجينومي الكامل (اختصاراً GWAS)  هي دراسة تجرى على تعدد أشكال النوكليوتيدات المفردة في كامل الجينوم من أجل ملاحظة صلة الوصل بين التغير الجيني وبين ظهور خصلة أو سمة معينة، وخاصة في مجال الأمراض.  يقوم هذا النوع من الدراسات بفحص كامل الجينوم، وذلك على العكس من أساليب دراسة أخرى، والتي تعتمد على ترشيح جينات معينة للدراسة بناءً على معرفة مسبقة، مما يمكن من التركيز على مناطق جينية محددة. يساعد أسلوب دراسة الترابط الجينومي الكامل على تحديد المتغيرات المترابطة بمرض ما، ولكنه غير قادر من جهة أخرى على تحديد الجين المسبب للسمة المدروسة” مقتبس من نص ورد على عذا العنوان: https://ar.wikipedia.org/wiki/دراسة_الترابط_الجينومي_الكامل
10- ” في علم نفس الشخصية، نظريّة عناصر الشخصية الخمسة – أو سمات الشخصيّة الخمسة – هي ما يُعتقد أنّها الأبعاد التي تكوّن شخصيّة الإنسان على المستوى البَديهي. أخذت هذه النظرية أساساً من جوردون ألبورت في منهج السمات في علم نفس الشخصية” مقتبس من نص ورد على هذا العنوان: https://ar.wikipedia.org/wiki/عناصر_الشخصية_الخمسة
11- ” الوفاق / التوافق (Agreeableness) هو سمة شخصية تتجلى في الخصائص السلوكية الفردية التي يُنظر إليها على أنها الطيب والتعاطف والتعاون والحميمية واحترام مشاعر الآخرين.[1] وفي علم نفس الشخصية المعاصر، يعد الوفاق واحدًا من عناصر الشخصية الخمسة التي تكون شخصية الإنسان، مما يعكس الفروق الفردية في الـتعاون والتوافق الاجتماعي.[2]ويميل الأشخاص الذين يسجلون درجة عالية في هذا البعد إلى الاعتقاد بأن معظم الناس صادقون ومحترمون وجديرون بالثقة.”مقتبس من نص ورد على هذا العنوان: https://ar.wikipedia.org/wiki/وفاق
12- ” في سياق الشخصية، عندما يستعمل الناس كلمة “المنفتح” (Extraversion) (أو المنبسط) فإنهم يعنون الشخصية الاجتماعية الأنيسة الجازمة التي تسعى وراء الأشياء الظاهرة المثيرة، بينما تستعمل كلمة “المنطوي” لتعني الشخصية الاستبطانية الهادئة غير الاجتماعية، ليست بالضرورة منعزلة ولكن لها عددا قليلا من الأصدقاء، ولا ينتج هذا من صعوبات اجتماعية لدى الشخص المقصود بل من تفضيله الاجتماعي؛ فقد لا يكون خجولا ولكنه يفضل نشاطا اجتماعيا أقل ” مقتبس من نص ورد على هذا العنوان :
https://ar.wikipedia.org/wiki/انطواء_وانفتاح
المصدر:
https://warwick.ac.uk/newsandevents/pressreleases/personality_traits_relate/
الأستاذ عدنان أحمد الحاجي

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *