تهجئة الكلمة ليس بالأمر السهل جدًا على الأطفال الذين يعانون من عُسر القراءة – ترجمة عدنان أحمد الحاجي

‘Sounding it out’ not so easy for children with dyslexia
(بقلم: جيف رينو – Jeff Renaud)

اكتشف باحثو علم الأعصاب المعرفي / الادراكي من جامعة ويسترن (Western) الكندية الذين استخدموا التصوير بالرنين المغناطيسي عجزًا / نقصًا بيولوجيًا لبعض القراء المبتدئين (early / first readers) مما يضعف قدرتهم على نطق الكلمات.

لسنوات، كان معلمو المدارس الابتدائية الأكفاء والمتعلمون وذوو النوايا الحسنة، إذا كانوا غاضبين، يرددون بشكل روتيني شعارًا للقراء المبتدئين الذين لديهم صعوبة في القراءة: “هجيء الكلمة”.

لكن ماذا لو لم يستطع الطفل؟ ماذا لو كان هناك شيء ما في دماغ الطفل يعيق جهوده لتحقيق مثل هذه المهمة التي تبدو بسيطة؟

كجزء من مشروع متعدد السنوات، بتمويل جزئي من (BrainsCAN) (انظر 1)، درس باحثو علم الأعصاب المعرفي في معهد الدماغ والعقل (Brain and Mind Institute) (انظر 2) في جامعة ويسترن (Western) الكندية أدمغة الأطفال باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI). بعد التعمق في تحليل البيانات ، اكتشفوا عجزًا بيولوجيًا للبعض يعيقهم عن فك التشفير الفونولجي (3 و 4) – وتعني القدرة على نطق الكلمات.

نُشرت النتائج في مجلة علم الأعصاب المعرفي التطوري (Developmental Cognitive Neuroscience) (انظر 5).

“لدينا الآن فهم أفضل بكثير لكيف تنعكس (تؤثر) بنيوية الدماغ المتطور على / في قراءة الأطفال وتطور اللغة والرياضيات” كما قال مارك جوانيس (Marc Joanisse)، العميد المشارك (للابحاث) في كلية العلوم الاجتماعية في جامعة ويسترن (Western) الكندية وكبير مؤلفي الدراسة.

إن التدريب الصريح على فك التشفير الفونولوجي (القدرة علي نطق الكلمات) أمر بالغ الأهمية لتطوير القراءة، وتظهر الدراسة التي قامت بها جامعة ويسترن (Western) الكندية أن لدى بعض الأطفال ضعف إدراكي (معرفي) معيّن في هذه القدرة [على نظق الكلمات] يتطلب خطوات إضافية لمعالجته، كما قال جوانيس (Joanisse)، برفسور علم النفس.

“صحيح أن كل طفل فريد من نوعه ، لكن  نعرف ما هو صالح للغالبية العظمى من الأطفال الذين يعانون من عجز القراءة (7) ، وهو التدريب الفردي الذي يجري بين شخصين (تدريب ثنائي) ومركّز على فك التشفير الصوتي (القدرة على نطق الكلمات)”، كما قال. “التكتيكات الأخرى التي تتضمن” مقاربات مختلطة “أو” مقاربات ثلاثية المصادر التي يوجه المدرس الطلاب لاستخدامها (three-cueing) وهي: [استنباط المعنى من السياق أو الصور، أو بنية الجملة أو المعلومات البصرية، أي الحروف او جزء الكلمة، بحسب 8] هي تكتيكات “غير فعالة في مساعدة الأطفال على تعلم القراءة ومن غير المرجح أن تفيد الأطفال الذين يعانون من عجز كبير في القراءة”.

طريقة ثلاثية المصادر – EPSON MFP image

طريقة ثلاثية المصادر، وهي طريقة لتطور مراحل [مهارات] القراءة مستخدمة على نطاق واسع وإن كانت مثار جدل ، تعتمد على القراء المبتدئين الذين يستخدمون المعنى وبناء الجملة والرموز للتعرف على الكلمات. ستكون هذه الطريقة ذات فائدة محدودة لبعض الأطفال الذين لديهم صعوبات في القراءة.

“تعلم القراءة يُوزع على كثير من مناطق الدماغ ، وتنسيق هذا التوزيع يتطلب شبكة كبيرة من الروابط بين هذه المناطق” كما قال جوانيس. “تحدث المعالجة الاجرائية الفعلية في الدماغ في المادة الرمادية للدماغ، والتي تقع بشكل أساسي في سطح الدماغ الخارجي. ولكننا ندرك بشكل متزايد أن القدرات المعقدة  تتطلب منا التنسيق بين العديد من مناطق المادة الرمادية، وتلك الروابط تقع في مناطق المادة البيضاء في الدماغ”.

بعد فحص أدمغة الأطفال باستخدام تقنية التصوير بالرنين المغناطيسي تسمى تصوير مصفوفة الانتشار بالرنين المغناطيسي (9)  والتي تستهدف بنيوية المادة البيضاء، حلل طالب الدكتوراه تشينغلين لو (Chenglin Lou) بنيوية الشبكة المعقدة للدماغ وحدد الطوبوغرافيا كميًّا من طفل إلى آخر، مما أدى إلى هذا الاكتشاف [وهو العجز البيولوجي لبعض للقراء المبتدئين].

إن معرفة كيف يقوم الدماغ بوظائفه أمر بالغ الأهمية لمساعدة الأطفال الذين لديهم عجز في القراءة (7) ، مثل عسر القراءة، ولكن لا يزال هناك عمل يتعين علينا القيام به قبل تطوير أساليب تدريب جديدة، بحسب جوانيس.

“نحن نفهم هؤلاء الأطفال من حيث عجزهم في القراءة المنطوقة (overt reading): أي أن لديهم صعوبة معينة في تعلم ربط الحروف بالأصوات حتى يتمكنوا من تهجئة الكلمات”. “من السابق لأوانه ترجمة هذا [العمل] على أرض الواقع مباشرة، لكنه يعطينا فكرة أفضل بكثير عن أنواع الترابط في الدماغ الضرورية لقدرات تعلم القراءة الصحيحة”.

مصادر من داخل وخارج النص:
1- https://brainscan.uwo.ca/
2- https://www.uwo.ca/bmi/
3- “يشير فك التشفير الصوتي (الفونولوجي) إلى فك تشفير الكلمات أو لا كلمات (nonwords) (متكونة، من أحرف متسقة لكن لا معنى لها) عن طريق تهجئتها، كما هو الحال عندما يُطلب من شخص فك شفرة لا كلمة، (PLONE). الطبيعة الدقيقة لمشكلة اللغة الأساسية التي تتجلى في ضعف الوعي الفونولوجي (متعلق بصوت الكلام فقط) وفك التشفير الفونولوجي (احداث ربط بين الأخرف والأصوات التي تمثلها، 2) غير معروفة في الوقت الحالي ولكنها قيد البحث”. ترجمناه من نص ورد على هذا العنوان:
https://www.hmhco.com/research/learning-to-read-the-importance-of-assessing-phonological-decoding-skills-and-sight-word-knowledge
4- https://lincs.ed.gov/publications/html/mcshane/chapter4.html
5- https://www.sciencedirect.com/science/article/pii/S1878929321000487?via%3Dihub
6- ” التدريب الصريح (الموجه) هي طريقة للتدريس بطريقة مباشرة ومنظمة. عندما يستخدم المعلمون التدريب الموجهة الصريحة ، فإنهم يجعلون الدروس واضحة تمامًا. يوضحون للأطفال كيف يبدأون وينجحون  في المهام الموكلة لهم. كما أن هذا النوع من التدريب يمنح الأطفال الكثير من الملاحظات وفرصًا للممارسة. يُعرف التدريب / الارشاد الصريح أيضًا بالممارسة “الموجهة بالكامل”. يشرح المعلمون الذين يتبعون نهجًا واضحًا ويوضحون ويصممون كل شيء: من مزج الأصوات معًا لفك تشفير الكلمات (القدرة على النطق بالكلمات ) إلى كتابة جملة معقدة بلغة مجازية ، إلى كيف تُركل كرة القدم..” ترجمناه من نص ورد على هذين العنوانين:
https://www.understood.org/en/school-learning/for-educators/universal-design-for-learning/what-is-explicit-instruction
و
https://theconversation.com/explainer-what-is-explicit-instruction-and-how-does-it-help-children-learn-115144
7- “عجز القراءة (Reading disability) هي الحالة التي يُعاني فيها المصاب من صعوبات في القراءة والتي تكون في الأساس نتيجةً لعوامل عصبية. ويندرج تحت هذه الحالة حالات مرضية عديدة منها: خلل القراءة النمائي أو عسر القراءة، تعذر القراءة أو اللاقرائية (خلل القراءة المكتسب)، وفرط القراءة” مقتبس من نص ورد على هذا العنوان:  https://ar.wikipedia.org/wiki/عجز_القراءة
8- https://www.edweek.org/teaching-learning/is-this-the-end-of-three-cueing/2020/12
9- https://ar.wikipedia.org/wiki/صورة_الانتشار_في_الرنين_المغناطيسي

المصدر:
https://news.westernu.ca/2021/05/reading-cognition/

الأستاذ عدنان أحمد الحاجي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *