Humans Could Live Up to 150 Years, New Research Suggests
(بقلم إميلي ويلينغهام – Emily Willingham)
بداية أغنية فيلم الفايم (Fame) (الشهرة، التي أدتها الممثلة إيرين (كارا Irene Cara)، تحوي عبارة “سأعيش إلى الأبد”. كانت كارا ، بالطبع ، تغني عن طول العمر الذي يمكن أن تضفيه عليها الشهرة بعد الوفاة. صدى هذه الغطرسة،يتردد في بعض أركان المعمورة – وخاصة في صناعة التكنولوجيا. لكن التعبير الحرفي عن هذه الغطرسة يتردد صداه في بعض أركان العالم – خاصة في صناعة التكنولوجيا. في وادي السيليكون، الخلود يرتقي أحيانًا إلى مرتبة الهدف المادي. لقد إستثمر الكثير من الأسماء الكبيرة في شركات التكنولوجيا الكبرى موارد مادية في مشاريع لحل مشكلة الموت (1) كما لو كانت مجرد تحديث لنظام تشغيل الهاتف الذكي.
ولكن ماذا لو كان الموت ببساطة لا يمكن اختراقه وسيبقى حدَا أعلى لطول العمر [لا يمكن تجاوزه]، بمعزل عما نتمكن من عمله؟ لقد أخذ الباحثون حاليًا على عاتقهم مسألة كم طول المدة التي يمكننا أن نعيشها، إذا لم نمت، بفضل مزيج من الصدفة والوراثيات (الجينتكس) ، بسبب السرطان أو أمراض القلب أو صدمة حافلة. لقد أفاد الباحثون أنه عندما نستبعد الأشياء التي تقتلنا عادة ، فإن قدرة أجسامنا على إعادة التوازن إلى أجهزتها البنيوية والأيضية الكثيرة جدًا بعد الاضطرابات التي تعرضت له تتلاشى مع الزمن.
وحتى إذا نجحنا في اجتياز الحياة مع القليل من مسببات الضغوط النفسية، فإن هذا التدهور التدريجي يحدد الحد الأقصى لعمر الإنسان في نطاق ما بين 120 و 150 سنة. في النهاية ، إذا لم تقضِ على حياتنا المخاطر البينُة ، فإن فقدان المرونة الفسيلوجية في الشيخوخة (resilience) (انظر 1) ستقضي عليها، كما خلص الباحثون في النتائج التي نُشرت في 25 مايو 2021 في مجلة نتشر كوميونيكشينز (Nature Communications) (انظر 2).
“سأل الباحثون هذا السؤال” ما هو أطول عمر يمكن أن يعيشه نظام بشري معقد إذا سارت الأمور على ما يرام بالفعل، وفي بيئة خالية من مسببات الضغط النفسي؟ “تقول هيذر ويتسن ، مديرة مركز جامعة ديوك لدراسة الشيخوخة والتنمية البشرية ، التي لم تشارك في الورقة. تشير نتائج فريق البحث إلى “وتيرة الشيخوخة” (3) الكامنة التي تضع حدودًا على العمر الافتراضي ، كما تقول.
بالنسبة للدراسة ، نظر تيموثي بيركوڤ (Timothy Pykov)، الباحث في شركة جيرو (Gero) التي تتخذ من سنغافورة مقراً لها، وزملاؤه في “وتيرة (سرعة) الشيخوخة” (3) في ثلاث مجموعات كبيرة في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وروسيا. لتقييم الانحرافات عن الصحة المستقرة [الحالة التي لا يحدث فيها أي تغيير غير متوقع، 4]، قاموا بتقييم التغيرات في تعداد خلايا الدم والعدد اليومي للخطوات المتخذة وتحليلها حسب الفئات العمرية.
بالنسبة لكل من عدد خلايا الدم وعدد الخطوات، كان النمط هو نفسه: كلما تقدم العمر ، أدت بعض العوامل غير المرضية إلى تدهور متدرج ومتوقع في قدرة الجسم على إعادة خلايا الدم أو المشي إلى المستوى المستقر بعد حدوث اضطراب. عندما استخدم بيركوڤ وزملاؤه في موسكو ومدينة بافالو في ولاية نيويورك، وتيرة التراجع المتوقعة هذه لتحديد متى ستختفي المرونة الفسيلوجية في الشيخوخة (1) تمامًا ، مما يؤدي إلى الوفاة ، وجدوا نطاق عمر ما بين 120 إلى 150 سنة. (في عام 1997، توفيت جين كالمينت، أكبر معمرة على الإطلاق ، في فرنسا عن عمر يناهز 122 عامًا).
ووجد الباحثون أيضًا أنه مع تقدم العمر، يمكن أن تتراوح استجابة الجسم لمسببات الاصابة الجسمية أو الذهنية (insults) (انظر 5) بشكل متزايد بعيدًا عن الحالة الطبيعية المستقرة ، مما يتطلب مزيدًا من الوقت للتعافي. تقول ويتسن (Whitson)، هذه النتيجة منطقية: يمكن أن ينتج عن الشاب السليم استجابة فسيولوجية سريعة للتكيف مع التقلبات واستعادة المعايير الشخصية الطبيعية. لكن في حالة كبار السن كل شيئ يضعف ويصبح أبطأ قليلاً في ردة الفعل (الاستجابة)، ويمكن أن تكون هناك ردود فعل تتجاوز الحدود القصوى (overshoots)، في حالات كحالات حبن يتسبب مرض ما في تقلبات كبيرة في مستويات ضغط الدم.
يقول المؤلف المشارك في الدراسة بيتر فيديشيف (Fedichev)، الذي تدرب كباحث في الفيزياء وشارك في تأسيس شركة جيرو (Gero)، إنه على الرغم من أن معظم باحثي الأحياء من شأنهم أن ينظروا إلى عدد خلايا الدم وعدد الخطوات على أنها “مختلفة تمامًا”، إلا أن حقيقة أن كلا المسألتين “يرسمان نفس المستقبل تمامًا” فإن عامل وتيرة التقدم في العمر هذا هو عامل حقيقي.
أشار المؤلفون إلى العوامل الاجتماعية التي تعكس النتائج التي توصلوا اليها. يقول بيركوڤ: “لقد لاحظنا منعطفًا حادًا في عمر 35 إلى 40 سنة الذي كان مفاجئًا للغاية”. على سبيل المثال ، يلاحظ أن هذه الفترة غالبًا ما تكون الفترة الزمنية الذي ينتهي عندها احتراف الرياضيين “قرينةً على أن شيئًا ما في الفسيلوجيا قد يتغير بالفعل في هذا العمر”.
من المحتمل أن تكون الرغبة في الكشف عن أسرار الخلود موجودة منذ معرفة البشر بالموت. يقول إس جاي أولشانسكي (S. Jay Olshansky)، برفسور في علم الأوبئة والإحصاء الحيوي في جامعة إلينوي في شيكاغو ، والذي لم يشارك في هذا العمل البحثي، إن العمر الطويل ليس هو نفسه العمر الصحي الطويل. “لا ينبغي أن يكون التركيز على الحياة لفترة أطول ولكن على الحياة بصحة أفضل لفترة أطول” ، كما يقول.
“ليس الموت هو الشيء الوحيد المهم” ، كما تقول ويتسن. “أشياء أخرى ، مثل جودة الحياة ، بدأت تحوز على الاهتمام أكثر فأكثر حين بدأ يفقدها الناس”، كما تقول ويتسن. وتقول إن الموت الذي تمت نمذجته في هذه الدراسة “هو الموت البطيئ النهائي. والسؤال هو: هل يمكننا إطالة العمر دون إطالة نسبة الفترة التي يمر فيها الناس بحالة الضعف؟”.
“النتيجة النهائية التي توصل إليها الباحثون مثيرة للاهتمام”، كما يقول أولشانسكي. ويصفها بأنها “مهلاً، احزر ماذا؟ لن يكون لعلاج الأمراض على المدى الطويل التأثير الذي ترغب فيه. العمليات البيولوجية الاجرائية الأساسية للشيخوخة ستستمر”.
لفتت فكرة إبطاء عملية الشيخوخة الانتباه ، ليس فقط من الأسماء الكبيرة في وادي السيليكون الذين يقومون بتحميل ذاكرتهم على أجهزة الكمبيوتر ولكن أيضًا من كادر الباحثين الذين ينظرون إلى مثل هذه التدخلات على أنها وسيلة “لضغط معدلات الحالات المرضية (morbidity) – للتقليل من المرض والوهن في نهاية العمر لإطالة الفتزة الصحية. مسألة ما إذا كان لهذا أي تأثير على الحدود العليا الأساسية التي تم التعرف عليها في ورقة نتشر كوميونيكاشينر (Nature Communications) لا تزال مسألةً تخمينية للغاية. ولكن انطلقت بعض الدراسات – اختبار عقار الميتفورمين (6)، على سبيل المثال – بهدف تخفيف المؤشرات المميزة للشيخوخة.
على نفس المنوال ، لم يثبط عزيمة فيديشيف وفريقه تقديراتهم للحد الأقصى لعمر الإنسان. وجهة نظره هي أن دراستهم تمثل بداية رحلة طويلة. “قياس شيء ما يمثل الخطوة الأولى قبل التدخل” ، كما يقول فيديشيف، على حد تعبيره ، بعد أن قام الفريق بقياس هذه الوتيرة المستقلة للشيخوخة، فإن الخطوات التالية ستكون في إيجاد طرق “لاعتراض فقدان المرونة في الشيخوخة وإيقافه”.
مصادر من داخل وخارج النص:
1- “المرونة الفسيلوجية في الشيخوخة هي القدرة على التعافي من الضغط النفسي أو التكيف معه والحفاظ على التوازن الجسدي أو النفسي أو العاطفي”. ترجمناه من نص ورد على هذا العنوان: https://link.springer.com/chapter/10.1007/978-3-030-04555-5_6
2- https://edition.cnn.com/2013/10/03/tech/innovation/google-calico-aging-death/index.html
3- “وتيرة / سرعة الشيخوخة هي معدل التدهور الشخصي لمنظومة أعضاء متعددة على مدى اثني عشر عامًا” ، ترجمناه من نص ورد على هذا العنوان: https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC7282814/
4- https://ar.wikipedia.org/wiki/الحالة_الطبية
5- https://ar.wikipedia.org/wiki/أذية_(طب)
6- https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC7347426/
المصدر: