Inmunity to the Coronavirus May Persist for Years, Scientists Find
(بقلم: آبورفا ماندافيلي – Apoorva Mandavilli)
توصلت دراسة جديدة إلى أن الخلايا المناعية الهامة تبقى على قيد الحياة في نخاع العظام للأشخاص الذين أصيبوا بالفيروس أو تم تلقيحهم ضده.
تقديم ومراجعة: غسان علي بوخمسين, صيدلاني أول، مستشفى جون هوبكنز.
مقدمة غسان علي بوخمسين
أشارت دراسات حديثة الى أن المناعة قد تدوم ضد فيروس كورونا لمدة عام على الأقل ، وربما لفترة أطول بكثير، وتتحسن هذه المناعة بمرور الوقت خاصة بعد التطعيم ، وفقًا لدراستين جديدتين. قد تساعد النتائج في تهدئة المخاوف العالقة من أن الحماية من الفيروس ستكون قصيرة الأجل.
تشير الدراستان إضافة الى دراسة أخرى، إلى أن معظم الأشخاص الذين تعافوا من كوفيد-19 والذين تطعموا لاحقاً لن يحتاجوا إلى جرعات معززة. من المرجح أن الأشخاص الذين تطعموا لاحقاً والذين لم يصابوا بالعدوى سيحتاجون إلى اللقاح، وكذلك أقلية مصابة ولكن لم تنتج استجابة مناعية قوية.
نظر كلا التقريرين إلى الأشخاص الذين تعرضوا لفيروس كورونا قبل عام تقريبًا. الخلايا التي تحتفظ بذاكرة الفيروس تبقى في نخاع العظام وقد تفرز أجسامًا مضادة كلما دعت الحاجة ، وفقًا لإحدى الدراسات التي نُشرت يوم الإثنين في دورية نيتشر.
من اللافت في هذه الدراستين، هو خضوع المتطوعين لخزعة من نخاع العظم للحصول على خلايا مناعية من النخاع، ومن المعروف أنها عملية مؤلمة ومزعجة، وهذا فيه حس إنساني نبيل من المتطوعبن تجاه تقدم العلوم ومساعدة البشرية، فلنا منهم كل التقدير والعرفان.
مثل هذه الدراسات وأمثالها، تعطي الأمل في استدامة المناعة ضد كوفيد -19 لمدة طويلة نسبياً، مما يساعد في الخروج من الجائحة بسلام وفي وقت قريب.
( الموضوع المترجم )
تبقى المناعة ضد فيروس كورونا لفترة عام على الأقل، وربما تبقى مدى الحياة، وتتحسن بمرور الزمن خاصة بعد التطعيم، وفقًا لدراستين جديدتين. قد تساعد النتائج في تهدئة المخاوف القائمة من أن الوقاية ضد الفيروس ستكون قصيرة الأمد.
تشير الدراستان معًا إلى أن معظم الذين تعافوا من كوفيد-19 ممن تم تطعيمهم لاحقًا لا يحتاجون إلى حقن معززة [الجرعة الثانية المعززة]. الذين تم تطعيمهم ممن لم يصابوا أبدًا بالعدوى سيحتاجون إلى الجرعة، وكذلك الأقلية [من جهة عرقية] المصابة ولكن لم تظهر استجابة مناعية قوية (1).
نظرت كلتا الدراستين في الذين تعرضوا لفيروس كورونا قبل عام تقريبًا. الخلايا التي لا زالت تتذكر الفيروس ظلت باقيةً في نخاع العظام وقد تفرز أجسامًا مضادةً كلما دعت الحاجة، وفقًا لإحدى الدراستين التي نُشرت يوم 24 مايو 2021 في مجلة نتشر (Nature) (انظر 2).
ووجدت الدراسة الأخرى، التي نُشرت على موقع (BioRxiv)، وهو موقع لأبحاث علم الأحياء، أن ما يسمى بخلايا الذاكرة البائية (3 و 4 و 5) توالي نضوجها وتتقوى لمدة 12 شهرًا على الأقل بعد الإصابة بالعدوى الأولية.
“الورقتان المنشورتان منسجمتان مع الأوراق المنشورة المتنامية التي تشير إلى أن المناعة. التي استثارتها الاصابة بالعدوى والتطعيم ضد فيروس سارس-كوف-2، تبدو طويلة الأمد”، كما قال سكوت هينسلي (Scott Hensley)، اختصاصي المناعة في جامعة بنسلفانيا، والذي لم يشارك في البحث.
قد تهدئ الدراسات المخاوف من أن المناعة ضد الفيروس مناعة عابرة [قصيرة الأمد]، كما هو الحال مع فيروسات كورونا التي تسبب نزلات البرد. لكن الدكتور هينسلي قال إن هذه الفيروسات تتغير بشكل ملحوظ كل بضع سنوات. “قد يكون لسبب إصابتنا بشكل متكرر بفيروسات كورونا الشائعة (فيروسات نزلات البرد) على مدى حياتنا علاقة بتنوع هذه الفيروسات لا بسبب المناعة”.
في الواقع ، الخلايا الذاكرة البائية (5) التي تنتج استجابة للإصابة بفيروس سارس-كوف-2 والمُعزَّزة بالتطعيم تكون قوية جدًا لدرجة أنها تقاوم حتى تحويرات الفيروس المختلفة، مما ينفي الحاجة إلى الجرعة المعززة، وفقًا لما قاله ميشيل نوسينزويغ (Michel Nussenzweig) ، اختصاصي المناعة في جامعة روكفلر نيويورك الذي قاد الدراسة بشأن نضوج خلايا الذاكرة [تتذكر الفيروس].
قال الدكتور نوسينزويغ: “الأشخاص الذين أصيبوا بالعدوى وتم تطعيمهم لديهم بالفعل استجابة مناعية (1) رائعة، مجموعة رائعة من الأجسام المضادة ، لأنها تواصل تطوير أجسامها المضادة”. “أتوقع أنها ستستمر لفترة طويلة”.
قد لا تنطبق النتيجة على الوقاية المستمدة من اللقاحات وحدها، لأنه من المحتمل أن يتم تنظيم الذاكرة المناعية بشكل مختلف بعد اللقاح، مقارنةً بالمناعة التي تتلو العدوى الطبيعية.
قال الدكتور نوسينزويغ إن هذا يعني أن الذين لم يصابوا بكوفيد-19 وتم تطعيمهم قد يحتاجون في النهاية إلى جرعة معززة [الجرعة الثانية]. “هذا هو نوع الشيء الذي سنعرفه قريبًا جدًا” ، كما قال.
عندما تواجه الخلايا البائية الفيروس أول مرة، تتكاثر هذه الخلايا البائية بسرعة وتنتج أجسامًا مضادة بكميات كبيرة. بمجرد أن يتم التعافي من الاصابة بالعدوى الحادة، فإن عددًا صغيرًا من الخلايا يستقر في نخاع العظم ، ويفرز باستمرار مستويات متواضعة من الأجسام المضادة.
لفحص خلايا الذاكرة البائية (5) الخاصة بالفيروس التاجي الجديد، قام باحثون بقيادة علي اليبيدي (Ali Ellebed) من جامعة واشنطن في سانت لويس بتحليل عينات دم من 77 شخصًا على فترات مدتها ثلاثة أشهر، بدءً من حوالي شهر بعد إصابتهم بالفيروس التاجي. تم نقل ستة فقط من أصل 77 شخصًا إلى المستشفى بسبب اصابتهم بكوفيد-19؛ أما البقية فكان لديهم أعراض خفيفة.
انخفضت مستويات الأجسام المضادة لدى هؤلاء الأشخاص بسرعة بعد أربعة أشهر من الإصابة بالعدوى واستمرت في الانخفاض ببطء لعدة أشهر بعد ذلك – وهي نتائج تنسجم مع تلك الموجودة في دراسات أخرى (6).
فسر بعض الباحثين هذا الانخفاض في مستوي الأجسام المضادة على أنه علامة على تراجع المناعة ، لكن هذا ما هو متوقع بالضبط (7). إذا احتوى الدم على كميات عالية من الأجسام المضادة لكل مسببات الأمراض التي واجهها الجسم، فسوف يتحول بسرعة إلى رواسب (sludge) غليظة.
ولكن تنخفض مستويات الأجسام المضادة في الدم بشكل حاد بعد الإصابة بالفيروس الحادة، بينما تظل خلايا الذاكرة البائية (5) خامدة في نخاع العظام، وعلى استعداد للقيام بوظيفتها عند الحاجة.
حصل فريق الدكتور إليبيدي على عينات من نخاع العظام من 19 شخصًا بعد سبعة أشهر تقريبًا من إصابتهم بعدوى فيروس كورونا. كان لدى خمسة عشر شخصًا منهم خلايا ذاكرة بائية يمكن أن تُكتشف، لكن أربعة أشخاص ليس لديهم خلايا ذاكرة بائية، مما يوحي بأنه قد يحمل بعض الأشخاص عددًا قليلاً جدًا من هذه الخلايا أو لا يحملون أيًا من هذه الخلايا على الإطلاق.
قال الدكتور إليبيدي: “هذه النتيجة تفيدني أنه حتى لو أصيب شخص بالعدوى، فهذا لا يعني أن لديه استجابة مناعية (1) فائقة”. وقال إن النتائج تعزز فكرة أن الأشخاص الذين تعافوا من كوفيد-19 يجب أن يتم تطعيمهم.
تبرع خمسة من المشاركين في دراسة الدكتور إليبيدي بعينات من نخاع العظم بعد سبعة أو ثمانية أشهر من إصابتهم بالعدوى في المرة الأولى ومرة أخرى بعد أربعة أشهر من الاصابة. وجد هو وزملاؤه أن عدد خلايا الذاكرة البائية ظل ثابتًا خلال تلك الفترة.
إن النتائج جديرة بالملاحظة بشكل خاص لأنه من الصعب الحصول على عينات من نخاع العظام، كما قالت جينيفر جومرمان (Jennifer Gommerman)، أخصائية المناعة في جامعة تورنتو التي لم تشارك في البحث.
أظهرت دراسة رائدة في عام 2007 أن الأجسام المضادة يمكنها نظريًا البقاء على قيد الحياة لعقود من الزمن، وربما حتى بعد متوسط العمر الافتراضي، مما يشير إلى وجود خلايا الذاكرة البائية على المدى الطويل. كما قال الدكتور غومرمان (Gommerman): قدمت الدراسة الجديدة دليلاً نادرًا على وجود خلايا الذاكرة البائية.
فحص فريق الدكتور نوسينزويغ (Nussenzweig) في كيف تنضج خلايا الذاكرة البائية بمرور الزمن. قام الباحثون بتحليل دم 63 شخصًا تعافوا من كوفيد-19 قبل عام تقريبًا. كان لدى الغالبية العظمى من المشاركين أعراض خفيفة، وتلقى 26 منهم أيضًا جرعة واحدة على الأقل من لقاح موديرنا أو لقاح فايزر بيو إن تك (Pfizer-BioNTech).
وجد الفريق أن ما يسمى بالأجسام المضادة المُسْتَعدِلة / الُمحيّدة (neutralizing) اللازمة للوقاية مرة أخرى من الإصابة بالفيروس، ظلت دون تغيير بين ستة و 12 شهرًا، بينما الأجسام المضادة ذات العلاقة ولكن الأقل أهمية اختفت ببطء.
مع استمرار تطور خلايا الذاكرة البائية، الأجسام المضادة التي تنتجها هذه الخلايا تظهر القدرة على تحييد (neutralize) مجموعة أكبر من المتحورات. هذا النضج المستمر قد ينتج عن جزء صغير من فيروس معزول من قبل الجهاز المناعي – لممارسة الهدف، إذا جاز التعبير.
بعد مرور عام على الإصابة بالعدوى، نشاط التحييد (neutralizing) في المشاركين الذين لم يتم تطعيمهم أقل ضد جميع أشكال الفيروس ، حيث لوحظت أكبر خسارة ضد المتغير / المتحور الذي اُكتشف أول مرة في جنوب إفريقيا.
أدى التطعيم إلى تضخيم مستويات الأجسام المضادة بشكل كبير، مما يؤكد النتائج من الدراسات الأخرى (8) ؛ عززت الجرعات أيضًا من قدرة الجسم التحييدية (neutralizing) بحوالي 50 ضعفًا.
قال السناتور الجمهوري عن ولاية كنتاكي راند بول (Rand Paul)، يوم 23 مايو 2021 إنه لن يأخذ لقاح لفيروس كورونا لأنه أصيب به في مارس من العام الماضي، وبالتالي فهو محصن. لكن ليس هناك ما يضمن أن هذه المناعة ستكون قوية بما يكفي لحمايته لسنوات، خاصةً في ظهور متحورات من فيروس كورونا يمكنها أن تتجنب جزئيًا دفاعات الجسم المناعية.
تشير نتائج دراسة الدكتور نوسينزويغ (Nussenzweig) إلى أن الذين تعافوا من كوفيد-19 والذين تم تطعيمهم لاحقًا سيستمرون في التمتع بمستويات عالية للغاية من الحصانة ضد المتغيرات / المتحورات الجديدة، حتى بدون تلقي جرعة اللقاح المعززة في المستقبل.
“يبدو الأمر تمامًا كما نأمل أن تبدو استجابة خلايا الذاكرة البائية الجيدة”كما قالت ماريون بيبر (Marion Pepper)، باحثة في علم المناعة في جامعة واشنطن في سياتل، والتي لم تشارك في البحث الجديد.
اتفق الخبراء جميعًا على أنه من المرجح أن تظهر المناعة بشكل مختلف تمامًا لدى الذين لم يصابوا بكوفيد-19 من قبل. مقاومة الفيروس الحي تختلف عن الاستجابة لبروتين فيروسي واحد أُدخل الى الجسم عن طريق اللقاح. وبالنسبة لأولئك الذين أصيبوا بكوفيد-19 ، فإن لدى الاستجابة المناعية (1) الأولية وقت لتنضج على مدى ستة إلى 12 شهرًا قبل أن يتغلب عليها اللقاح.
“تختلف العوامل الحركية / كَينتيكا (kinetics) هذه عن الشخص الذي حصل على التطعيم ثم حصل على التطعيم مرة أخرى بعد ثلاثة أسابيع”. “هذا لا يعني أنه قد لا يكون لديهم استجابة مناعية (1) واسعة، ولكن يمكن أن يكون مختلفًا تمامًا”.
مصادر من داخل وخارج النص:
1- ” استجابة المناعة (Immune response) هي تعامل نظام المناعة مع بكتيريا أو فيروس أو مادة دخلت الجسم وتعرف عليها بأنها مادة غريبة عنه. ويُفهم من استجابة المناعة رد مناعة الحسم على دخيل يهدده “. مقتبس من تص ورد على عذا العنوان:
https://ar.wikipedia.org/wiki/استجابة_مناعة
2- https://www.nature.com/articles/s41586-021-03647-4
3- https://www.biorxiv.org/content/10.1101/2020.12.08.416636v1
4- “الذاكرة المناعية هي قدرة الجهاز المناعي على التعرف بسرعة ودقة على مستضد واجهه الجسم من قبل ومن ثم بدء استجابة مناعية مناسبة له. بشكل عام، تكون هذه الاستجابات المناعية ثانوية وثالثية، وما إلى ذلك لنفس المستضد الذي تمت الاستجابة المناعية الأولية له في السابق. الذاكرة المناعية مسؤولة عن المُكون التكيفي للجهاز المناعي، والخلايا التائية T والبائية B الخاصة – وهو ما يسمى بخلايا الذاكرة التائيةT و الذاكرة البائية B. الذاكرة المناعية هي الأساس الذي يعتمد عليه التلقيح” ، مقتبس من نص ورد على هذا العنوان: https://ar.wikipedia.org/wiki/ذاكرة_مناعية
5- “خلية الذاكرة البائية (Memory B cells) هي خلية بائية تحولت في أحد الأعضاء اللمفاوية بعد أن تعرضت لجسم دخيل (مثل ميكروب) وتحفزت لتكوين جسيمات مناعة في حالة مواجهتها لعدوى مستقبلا بنفس مسبب المرض ؛ لهذا تسمى تلك المقاومة (الاستجابة المناعية الثانية)” ، مقتبس من نص ورد على هذا العنوان: https://ar.wikipedia.org/wiki/خلية_بي_ذاكرة
6- https://www.thelancet.com/journals/eclinm/article/PIIS2589-5370%2821%2900182-6/fulltext
7- https://www.nytimes.com/2020/10/27/health/coronavirus-antibodies-studies.html
8- https://www.nytimes.com/2021/02/19/health/covid-vaccine-single-dose.html
المصدر:
https://www.nytimes.com/2021/05/26/health/coronavirus-immunity-vaccines.html