ثلاثة أنواع من التحفيز يمكن أن تلهمك لفعل أي شيء – ترجمة* علي الجشي

  3types of motivation that can inspire you to do anything
Perform this mental shift when you need some extra encouragement
(بقلم: بريانا ستينهيلبر –  Brianna Steinhilber)

قم بإجراء هذا التحول العقلي عندما تحتاج إلى مزيد من التشجيع.

لدينا جميعًا دوافع تتأرجح بين المد والجزر.

عندما يستيقظ بعضنا في الصباح احياناً يكونون مفعمين بالحيوية والنشاط للوصول إلى العمل ويشعرون بالقوة تملأ عروقهم بسبب قائمة المهام المناطة بهم. البعض الآخر يخمدون المنبه ويتضجرون من صباحهم ويماطلون للنهوض من أسِرتهم.

ناهيك عن تغير أمزجتنا بين التحليق والهبوط التي نمر بها خلال ساعات اليوم الواحد: في الصباح الباكر (مع التمرين واحتساء كوب من القهوة الطازجة) نشعر وكأننا كيان مليء بالمحفزات. وبحلول الوقت الذي نبدأ فيه تناول الطعام بعد الظهر، نعد الساعات التنازلية للانتهاء من دوامنا.

لكن إذا ما حددنا “السبب” وراء تغير أمزجتنا يمكن أن نعثر على الدافع الذي ينتهي بنا الى هذا الوضع. ففي الأيام التي تشعر فيها بأننا محبطين. سواء كنت تجرجر اذيالك إلى صالة الألعاب الرياضية أو تخوض معركة ذهنية ضد التسويف في العمل، فإن إجراء تحول عقلي لإعادة الاتصال بمصدر تحفيزك يمكن أن يمنحك الدافع لإنجاز مهماتك.

أنواع التحفيز الثلاثة

تنقسم دوافع التحفيز في المقام الأول إلى فئتين: خارجية وجوهرية. كما أن الباحثون حددوا نوعًا ثالثًا من التحفيز فعال بشكل مثير للإعجاب.

1- الدافع الخارجي

وهو القيام بنشاط لتحقيق هدف بحافز خارجي قد لا يتوافق مع تمنياتنا ورغباتنا ولكننا مضطرون لتحقيقه. وهناك احتمالات واردة، أن العديد من الأشياء التي نفعلها كل يوم لها دوافع خارجية بحتة.

وفقًا لبحث نُشر في “علم النفس التربوي المعاصر”، فإن “الدافع الخارجي هو بناء يتعلق متى تم القيام بنشاط ما من أجل تحقيق بعض النتائج التي لا يأتي بها سلوكنا المعتاد”. مثل ممارسة الرياضة لفقدان الوزن، أو تعلم التحدث باللغة الإيطالية لإثارة إعجاب الأصدقاء، أو العمل في الوقت المحدد لتجنب الصراخ من قبل الرئيس في العمل.

“الدافع الخارجي هو القيام بشيء ما مقابل المكافآت الخارجية التي تحصل عليها منه”. تقول شونا كلارك، مالكة (Clark Executive Coaching)، وهي شركة لتطوير المهارات القيادية: “في حياتك المهنية، يمكن أن يشمل ذلك المكاسب المالية والمزايا والامتيازات وحتى تجنب التعرض للطرد.

عندما تجد أن إلهامك يتضاءل، فإن إعادة التركيز على المكافآت الخارجية هي طريقة سريعة لإعادة الالتزام بهدف أو نشاط، سواء كان ذلك يؤدي بشكل جيد في العمل أو الالتزام بروتين تمرين. إذا وجدت نفسك تتذمر خلال تنقلاتك كل يوم (لأداء وظيفة لست مفتوناً بها) فحاول التركيز على المكافآت الخارجية – سواء كان الراتب هو الذي يدفع إيجارك أو التأمين الصحي أو حتى الفاكهة المجانية التي تحصل عليها في الكافتيريا – للحصول على الدافع التحفيزي.

2- الدافع الجوهري

وهو دافع داخلي للنجاح أو الشعور بالهدف. تعرّف مجلة علم النفس التربوي المعاصر الدافع الداخلي على أنه “القيام بنشاط من أجل إشباعه المتأصل في النفس بدلاً من بعض النتائج القابلة للانفصال. عندما يكون الدافع جوهريًا، يتم تحريك الشخص للعمل من أجل المتعة أو التحدي الذي ينطوي عليه الأمر وليس بسبب المنتجات الخارجية أو الضغوط أو المكافآت”.

ومن حسن الحظ إنه لا يخلو احدنا من وجود ولو عدد قليل من هذه المحفزات الجوهرية والتي علينا استثمارها برغبة وذكاء. قد لا توفر وظيفتك مصادر واضحة للدوافع الذاتية، ولكن ربما تتوجه للركض أو المشي لأنك تستمتع بالرياضة أو تقوم بمساعدة جارك في حمل امتعته او تنظيف وتزيين حديقة منزله مما يشعرك برضا حقيقي عند القيام بذلك.

“الدافع الجوهري هو القيام بشيء ما لأنه يشعرك بالارتياح”. يقول كلارك: “تشعر بأنك تكافأ داخليًا على القيام بذلك”. “في الوظيفة، يمكن أن يكون ذلك القيام بعمل هادف، أو الاستمتاع بالوقت مع زملائك في الفريق أو تحقيق الأهداف التي حددتها لنفسك”.

لنفترض، على سبيل المثال، أنك مستشار مالي وتشعر بالرضا الحقيقي عن قدرتك على مساعدة الأشخاص في إدارة أموالهم بطريقة أفضل لحياتهم. أو أنك مسؤول تنفيذي للتسويق يستمتع بالعصف الذهني لحملات جديدة مع زملائك. يجد الكثير من الناس صعوبة في تحديد مصادر التحفيز في هذا المجال. من الذي يستمتع بالجري أو قضاء 40 ساعة في الأسبوع خلف المكتب؟

هناك بعض الأدلة المقنعة لتشجيعنا جميعًا على تحديد منابع ومصادر دوافعنا الذاتية. في دراسة استمرت 14 عامًا من البيانات، نظر الباحثون في الدوافع والنتائج لأكثر من 10000 طالب متدرب في أكاديمية ويست بوينت العسكرية. ما وجدوه هو أن الطلاب العسكريين ذوي الدوافع الداخلية كانوا أكثر تحقيقاً للنجاح من خلال التدريب ، مقارنة مع أولئك الذين لديهم دوافع خارجية فكانوا أقل التزاماً بالمهنة العسكرية كما أن فرص ترقيتهم في وقت مبكر كان أقل.

فقط لأنك لا ترى على الفور الصلة بوظيفتك لا يعني أنها غير موجودة. تراجع إلى الوراء وألق نظرة على الدور الذي تؤديه كل يوم وابحث عن مصادر النجاح أو الهدف. على سبيل المثال: قد لا تهتم كثيرًا بالمنتج الذي تبيعه شركتك أو تجد الرضا في إجراء مكالمات هاتفية، ولكن كممثل لخدمة العملاء، يمكنك التركيز على الشعور بالرضا تجاه الأشخاص الذين كنت قادرًا على مساعدتهم طوال اليوم واستخدام ذلك على أنهم مصدر الدافع لمواصلة العمل الجاد.

3- الدافع العائلي

“وهو الرغبة في إعالة أحبائك”. العثور على الحافز الذاتي ليس بالأمر السهل دائمًا، خاصةً بالنسبة لأولئك منا الذين ليسوا متحمسين لعملهم. لحسن الحظ، هناك طريقة للتعويض: فكر في عائلتك. لقد ظهر هذا كمصدر ثالث للتحفيز ثبت أنه مصدر قوي للإلهام – حتى بالنسبة لأولئك الذين لا يشعرون بدافع جوهري أو خارجي لفعل شيء ما.

نظرت دراسة جديدة نُشرت في مجلة (Academy of Management Journal) في مجموعة من عمال المصانع الذين تتطلب وظائفهم أداء نفس المهمة العادية يومًا بعد يوم، دون أي مكافآت مقابل الأداء الجيد. ربما تعتقد أنه في غياب كل من الحافز الداخلي والخارجي، سيكون لدى العمال حافز ضئيل للعمل الجاد في أدوارهم. لكن ما وجده الباحثون هو أن بعض الأشخاص الذين يفتقرون إلى الحافز من كلا النوعين (الخارجي والجوهري) يبقوا مدفوعين بعامل ثالث يسمى “الدافع الأسري”.

أولئك الذين حددوا عبارة “أنا مهتم بإعالة عائلتي” شعروا بمزيد من النشاط وأداء أفضل كل يوم، حتى عندما لم يجدوا العمل ممتعًا وليس لديهم حافز مالي لأدائه.

يمكن أن يرتبط الدافع الأسري بكل من الدافع الداخلي والخارجي. إذا كانت عائلتك هي القيمة الأعلى لك، فيمكن لعائلتك أن تكون بمثابة حافز جوهري. يقول كلارك: “إذا شعرت بضغط أو التزامات أسرية، فهذا يعد حافزًا خارجيًا”.

كما يقول نيك تاسلر، عالم النفس التنظيمي، “كل وظيفة – سواء كانت غسل الأطباق أو اجراء جراحة كلى – توفر لنا الفرصة لتأكيد هويتنا كأفراد مؤهلين ومحترمين، ويمكن لأهم الأشخاص في حياتنا الاعتماد علينا”.

*تمت النرجمة بتصرف

المصدر:

https://www.nbcnews.com/better/health/3-types-motivation-can-inspire-you-do-anything-ncna781826

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *