المصدر: dtnext.in

كيف نعرف ما إذا يتوجب علينا أن ننتبه ومتى – ترجمة عدنان أحمد الحاجي

How We Know Whether and When to Pay Attention
(معهد ماكس بلانك لعلم الجماليات التجريبي – MPIEA)

ردود الفعل السريعة على الأحداث (الوقائع) المستقبلية [المتوقعة] أمر ضروري. الملاكم، على سبيل المثال، يحتاج أن يكون جاهزًا ليرد على خصمه في غضون أجزاء من الثانية حتى يكون قادرًا على توقع هجومه / لكمته التالية وصدها. هذه الردود السريعة تستند إلى تقدير ما إذا ومتى ستقع الأحداث التالية. حاليًا، باحثون من معهد ماكس بلانك عن علم الجماليات التجريبي (MPIEA)، لتعريف علم الجماليات التجريبي، راجع (1 و 2) و جامعة نيويورك (NYU) قد حددوا الحوسبة المعرفية / الادراكية الكامنة وراء هذا السلوك / التصرف التنبؤي المعقد.

تعتمد التفاعلات السريعة مع الأحداث (الوقائع) على تقديرات ما إذا كانت هذه الأحداث ستقع ومتى. (مصدر الصورة: معهد ماكس بلانك للجماليات التجريبية).

كيف يتمكن الدماغ من أن يعرف متى يولي الانتباه؟ كل حدث مستقبلي يحمل نوعين متميزين من عدم اليقين (الريب): ما إذا كان سيحدث في غضون فترة زمنية معينة، وإذا كان الأمر كذلك، متى من المرجح أن يحدث. حتى الآن، فإن معظم الأبحاث في التنبؤ الزماني قد افترضت أن احتمال ما إذا سيحدث حدث ما له تأثير ثابت على التنبؤ بمرور الزمن. ومع ذلك، فإن هذا الافتراض لم يُثبَت تجريبيًا. وعلاوة على ذلك، كيف يدمج دماغ الإنسان بين احتمالي ما إذا سيحدث حدث مستقبلي ومتى سيحدث.

قام فريق دولي من الباحثين من (MPIEA) و (NYU) بالتحقيق في كيف يؤثر هذين المصدرين المختلفين من مصادر عدم اليقين على السلوك البشري الاستباقي. باستخدام تجربة بسيطة ولكنها أنيقة ، تعاملوا بشكل منهجي مع احتمالي حدوث أحداث حسية (فعاليات تثير الحواس الخمس) ومتى ستحدث، وقاموا بتحليل سلوك زمن رد الفعل البشري (مقدار الزمن بين بدء حدث ما  ورد فعل الشخص، 3) . في ورقتهم الأخير في مجلة وقائع الاكاديمية الوطنية للعلوم (4) ، أفاد فريق البحث بنتيجتين للبحث مستجدتين. أولاً ، إن احتمال وقوع حدث ما له تأثير عالِ وديناميكي في التنبؤ بمرور الزمن. ثانيًا، عمليتا تقدير الدماغ لما إذا سيحدث حدث ما ومتى سيحدث عمليتان تقعان مستقلتين عن بعضهما.

تجربتنا استفادت من الأساليب الأساسية التي نستخدم بها الاحتمالات في الحياة اليومية ، على سبيل المثال عند قيادة سيارتنا،كما يوضح ماتياس غرابينهورست  (Matthias Grabenhorst) من معهد ماكس بلانك للجماليات التجريبية. “عندما  نقترب من تقاطع سكة حديد، فإن احتمال إغلاق بوابات السكة يحدد استعدادنا العام للضغط على المكابحهذا أمر بديهي ومعروف “. 

يضيف جورجيوس ميكالاريس (Georgios Michalareas)، وهو أيضًا من تفس المعهد: “وجدنا ، مع ذلك ، أن هذا الاستعداد لردة الفعل (للاستجابةيزداد بشكل كبير بمرور الزمنأنت تصبح يقظًا أكثر، على الرغم من أن احتمال إغلاق البوابات بشكل موضوعي لا يتغير “.

هذا التأثير الديناميكي لما إذا سيقع حدث ما هو تأثير مستقل عن زمن حدوثه. يعرف الدماغ متى ينتبه بناءً على حسابات مستقلة لهذين الاحتمالين. تشير النتائج التي توصل إليها فريق البحث إلى أن الدماغ البشري يعدل بشكل ديناميكي استعداده للاستجابة بناءً على تقديرات احتمالية منفصلة عن بعضها لما إذا ستقع الأحداث ومتى ستقع. تضيف نتائج هذه الدراسة بشكل كبير إلى فهمنا لكيف يتنبأ الدماغ البشري بالأحداث المستقبلية حتى يتفاعل بناءً على ذلك مع بيئة ما.

مصادر من داخل وخارج النص:
1- “الجماليات (2) التجريبية (Empirical aesthetics) أو علم المحاسن التحريبية هو مجال بحث يتقاطع فيه علم النفس وعلم الأعصاب الذي يهدف إلى فهم كيف يشعر الناس بالأجسام ويقيمونها ويستحدثونها من الناحية الجمالية”. ترجمناه من نص ورد على هذا العنوان: https://iep.utm.edu/emp-aest/
2- ” الجماليات أو علم المحاسن علم الشهوات والزين أو الأستطاقية ( Aesthetics) أحد الفروع المتعدّدة للفلسفة، لم يُعرفْ كعلمٍ خاصٍّ قائمٍ بحدِّ ذاته، حتّى قامَ الفيلسوف بومجارتن (17141762) في آخر كتابه “تأملات فلسفية” في بعض المعلومات المتعلّقة بماهيّة الشِّعر 1735، إذ قام بالتّفريق بين علم الجمال، وبقيّة المعارف الإنسانيّة، وأطلقَ عليه لفظةَ الأستاطيقا ‘‘‘Aesthetics ‘‘‘، وعيّن له موضوعًا داخل مجموعة العلوم الفلسفيّة. وهناك من قال بأنّ: الجماليّات هي فرعٌ من فلسفة التّعامل مع الطبيعة والجمال والفنّ والذّوق. علميًّا، عُرّفت على أنّها دراسة حسية أو قيم عاطفيّة، التي تسمّى أحيانًا الأحكام الصّادرة عن الشعور، والباحثون في مجال تحديد الجماليّات اتّفقوا بأنّها “التّفكير النّقديّ في الثقافة والفن والطبيعة“. اليونانيون كانوا يرون أنّ الإله يجمع بين الجماليّات البشريّة الكاملة، وأنّهُ المثال المتكامل السّامي للإنسان. هربرت ريد: عرّف الجمال بأنّهُ وَحْدةُ العلاقات الشّكليّة بين الأشياء التي تدركها حواسّنا، أمّا هيجل، فكان يرى الجمال بأنّه ذلك الجنّيُّ الأنيس الذي نصادفه في كلّ مكان، وجون ديوي عرّف الجمال بفعل الإدراك والتّذوّق للعلم الفنّيّ”. مقتبس من نص ورد على هذا العنوان: https://ar.wikipedia.org/wiki/فلسفة_الجمال
3-  https://en.wikipedia.org/wiki/Mental_chronometry
4- https://www.pnas.org/content/118/16/e2019342118

المصدر:
https://www.aesthetics.mpg.de/en/the-institute/news/news-article/article/how-we-know-whether-and-when-to-pay-attention-1.html

الأستاذ عدنان أحمد الحاجي

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *