مصدر الصورة: medicalnewstoday.com

دراسة في التوحد تؤكد أهمية التواصل مع الأطفال – ترجمة عدنان أحمد الحاجي

Autism Study Stresses Importance of Communicating with Infants
(بقلم: ستيفن فونتينوت – Stephen fontenot)

تشير دراسة جديدة على المهارات اللغوية ضمت أطفالًا شُخصوا لاحقًا بالتوحد إلى أن جميع الأطفال يمكن أن يستفيدوا من التعرض لمزيد من الكلام من مقدمي الرعاية [أولياء أمورهم] لهم.

الدكتورة ميغان سوانسون (Meghan Swanson)، الأستاذة المساعدة في جامعة تكساس في دالاس، هي المؤلفة المراسَلة للدراسة التي نُشرت في في مجلة أبحاث التوحد الانترنتية (Autism Research) في 28 يونيو 2019 (انظر 1). هذه الدراسة كانت أول من قامت بتوسيع تطبيق البحث في العلاقة بين كلام مقدم الرعاية للرضيع وتطور لغته من الأطفال الطبيعيين (ليس لديهم توحد) على الذين لديهم توحد. يمكن أن تثري هذه النتائج التوجيهات العامة بالمعلومات للقيام بإجراءات مبكرة في حالات وجود صعوبات نمائية.

الدكتورة ميغان سوانسون

“يمكن تشخيص الطفل بالتوحد بعد أن يبلغ عمره 24 شهرًا على الأقل؛ معظم الأشخاص يُشخصون بعد ذلك العمر بكثير، إن التدخل المبكر، من الولادة حتى يبلغ عمر الطفل 3 سنوات، قد أثبت فعاليته في دعم تطور اللغة في مجموعات أطفال مختلفة، كما قالت سوانسون، التي التحقت بكلية العلوم السلوكية والدماغية (2) في جامعة تكساس في يناير 2019 كمديرة لمختبر أبحاث النماء / النمو العصبي واللغة للرضع (3) المعروف باسم مختبر دماغ الطفل (Baby Brain Lab).

قالت سوانسون إنه كان هناك ضغط لتشخيص التوحد في وقت مبكر أو إثبات أن الأساليب التي تساعد معظم الأطفال على تطوير المهارات اللغوية هي نفسها تفيد أيضًا أولئك الذين شُخصوا في النهاية بالتوحد.

شملت الدراسة 96 طفلاً، 60 منهم لديهم أخ أكبر لديه توحد. قالت سوانسون إن تصميم  التجربة بحيث تضم كلًا من “الرضيع وأخيه” كان ضروريًا.

“كيف يمكن أن يُدرس التوحد في مرحلة الرضاعة حين لا يمكن تشخيصه حتى يبلغ الأطفال سن الثانية على الأقل؟” ، تساءلت الدكتورة سوانسون. الإجابة على السؤال تعتمد على حقيقة أن التوحد يبدو أنه يُتوارث في العائلات. هؤلاء الأشقاء الأصغر سنًا لديهم فرصة بنسبة 20٪ تقريبًا ليشخصوا في نهاية المطاف بالتوحد”.

في الواقع، تم تشخيص 14 طفلاً من المجموعة الفرعية عالية الاحتمالية المكونة من 60 شخصً [لتُشخص بالتوحد] في عمر 24 شهرًا.

نتائج الدراسة ربطت عدد الكلمات التي يسمعها الرضيع، بالإضافة إلى أدوار المخاطبة التي يتخذها، بشكل مباشر مع الأداء اللغوي عند تقييم مستوى اللغة لمدة 24 شهرًا – لكل من الأطفال السليمين ومن لديهم توحد.

مختبر دماغ الطفل

مختبر أبحاث النماء العصبي واللغة للرضع في جامعة تكساس في دلاس (UT Dallas) يدرس علم الأعصاب الإدراكي في التطور المبكر للأطفال الطبيعيين (ليس لديهم توحد) والأطفال الذين يعانون من اضطراب طيف التوحد. يدرس الباحثون البيولوجيا العصبية للمهارات اللغوية المبكرة وكيف يؤثر التواصل [التخاطب] بين الأطفال وأولياء أمورهم على تطور الدماغ والتطور اللاحق لللغة والمهارات المعرفية / الادراكية / الذهنية. مزيد من المعلومات عن فريق البحث وعمله في 3.

“إحدى الاستنتاجات التي توصلنا إليها هي أن أولياء الأمور يجب أن بكونوا منتظمين في التخاطب / التحدث مع أطفالهم حتى ولو لم يتلقوا منهم ردودًا / استجابات”، كما قالت سوانسون.

شددت سوانسون على مدى أهمية الدراسات الطولية والكبيرة – التي تقوم بتتبع نفس الأفراد عبر فترة زمنية طويلة – مثل هذه الدراسة في تخصصها.

“عليك أن تتابع نفس الأطفال لسنوات لتعرف أي شيء حاسم في نتائجه بشأن تطور اللغة لديهم”. “لا يمكنك ببساطة أن تتحول من تتبع  مجموعة من الأطفال بعمر عامين إلى مجموعة مختلفة من الأطفال بعمر 3 سنوات وما إلى ذلك”.

تصحيح سوء فهم تأثير الوالدين على التوحد كان ولا يزال معركة متصاعدة ضد المفاهيم التي عفا عليها الزمن.

“عندما يتلقى أولياء الأمور تشخيصًا بالتوحد لطفلهم، قد يتساءل البعض منهم” ، ما هي غلطتي وما  كان بإمكاني فعله حيالها؟ “، كما قالت الباحثة.  لا يوجد دعم علمي لهم للتفكير في هذه الحيثيات. ولكن هناك تاريخ مظلم للتوحد حيث يُلقى باللوم على الوالدين بشكل خاطيء، مما عزز من هذه الأفكار. لإجراء بحث يضم الأمهات كما قمنا نحن بذلك بالفعل في دراستنا، يجب أن نتناول هذا الموضوع بحساسية ولكن أيضًا يحب أن نعزز بقوة المنطق القائل بأن أسلوب الوالدية (التربية) يمكن أن يسبب التوحد هو منطق خاطئ”.

تم تسجيل تفاعلات الأطفال مع مقدمي الرعاية على مدار يومين – مرة عند بلوغهم تسعة أشهر من العمر ومرة ​​أخرى عند بلوغهم 15 شهرًا – بواسطة جهاز تسجيل (LENA) (تحليل بيئة اللغة) الصوتي. ثم تم تقييم مهارات الأطفال اللغوية عند بلوغهم 24 شهرًا.

“يحسب برنامج (LENA) أدوار التخاطب في أي وقت يتحدث فيه الوالد / الوالدة / مقدم الرعاية  ويستجيب الرضيع له، أو العكس”. “تعريف التخاطب لا يتعلق بمحتوى التخاطب، ولكن فقط ما يستجيب له الطرف المشترك في التخاطب. نعتقد أن الاستجابة للرضع عندما يتكلمون تدعم تطور [اللغة] لدى الرضيع، بغض النظر عن تشخيصه بالتوحد في نهاية المطاف”.

تم تنفيذ المشروع من قبل شبكة دراسة تصوير الدماغ للرضع (IBIS) (انظر 4)، وهي عبارة عن اتحاد يضم ثمان جامعات في الولايات المتحدة وكندا بتمويل من المعاهد الوطنية للصحة كمركز متميز للتوحد.

قبل انضمامها إلى جامعة تكساس في دلاس (UT Dallas) ، كانت سوانسون زميلة لما بعد الدكتوراه في جامعة نورث كارولينا في تشابل هيل، أحد الأماكن التي تنفذ فيها دراسة ال (IBIS). أماكن الدراسة الأخرى هي مستشفى الأطفال في فيلادلفيا وجامعة واشنطن في سانت لويس وجامعة واشنطن في سياتل، وجامعة مينيسوتا توين سيتيز (Minnesota Twin Cities).

الدكتور جوزيف بيڤن (Joseph Piven)، الباحث الرئيسي في شبكة (IBIS) ، هو مدير معهد كارولينا للإعاقات النمائية في جامعة نورث كارولاينا تشابل هيل  (UNC-Chapel Hill). بالنسبة للأولياء الأمور، يجب أن تسلط النتائج الضوء على التأثير طويل الأمد لبدء التخاطب من سن مبكرة ، على حد قوله.

“التخاطب / التحدث مع أطفالك يحدث فرقًا كبيرًا” كما قال بيڤن. “من شبه المؤكد أن أي تأثير على المهارات اللغوية المبكرة سيكون له تأثير على مجموعة واسعة من القدرات اللاحقة في الأطفال في سن المدرسة ويعزز بشكل كبير احتمالية نجاحهم”.

قالت سوانسون إن أهم ما تم التوصل إليه من هذا العمل البحثي هو أن أولياء الأمور يمكنهم إحداث فرق كبير في تطور لغة أطفالهم ، حتى في الأطفال الذين شُخصوا في النهاية بالتوحد.

يمكن لأولياء الأمور أن يكونوا عوامل تغيير مذهلة في حياة أطفالهم ابتداءً من بلوغهم 9 أشهر من العمر”. “لو قمنا بتعليمهم كيف يزودون أطفالهم ببيئة تواصل (تخاطب) ثرية، فهذا سيساعد على دعم تطور [اللغة] لدى أطفالهم. أجد أن خلق مثل هذه البيئة يدعو إلى الأمل بشكل لا يصدق – وهي القوة التي يجب على أولياء الأمور أن يكونوا فيها  قدوة ايجابية لأطفالهم” ،  كما تقول ميغان سوانسون ، الأستاذة المساعدة في كلية العلوم السلوكية والدماغية

بالإضافة إلى مواقع الدراسة في جامعة تكساس في دلاس (UT Dallas و IBIS)، ساهم في هذه الدراسة باحثون من جامعة تمبل وكلية بيرلمان للطب في جامعة بنسلفانيا وجامعة ماكغيل وجامعة ألبرتا. كما دعمت مؤسسة سيمونز هذه الدراسة.

مصادر من داخل النص:
1- https://onlinelibrary.wiley.com/doi/abs/10.1002/aur.2163
2- https://bbs.utdallas.edu/
3- https://labs.utdallas.edu/babybrainlab/
4- https://ibisnetwork.wpcomstaging.com/

المصدر:
https://news.utdallas.edu/health-medicine/autism-language-skills-study-2019/

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *