المصدر: arabnews.com/news/458781

تريد تحسين صحتك؟ توجه إلى منتزه ، واستمتع بالأصوات – ترجمة* محمد جواد آل السيد ناصر الخضراوي

Want to improve your health? Head to a national park, and absorb the sounds
(Colorado State Universityبواسطة: جامعة ولاية كولوراد – و)

ملخص المقالة:

أظهرت دراسة جديدة أجراها فريق من علماء الطبيعة أن للأصوات الطبيعية فوائد مذهلة على صحة الإنسان، برزت واضحة في انخفاض الألم وانخفاض التوتر وتحسين الحالة المزاجية وتحسين الأداء الادراكي وتعزيز الصحة القلبية بالفعل. وكانت أصوات الماء أكثر فاعلية في تحسين المشاعر الإيجابية والنتائج الصحية، بينما تحارب أصوات الطيور التوتر والانزعاج. وقد أكدت جائحة كوفيد -19 من نواح كثيرة على أهمية الطبيعة لصحة الإنسان، فنتيجة لانخفاض حركة المرور أثناء الحجر الصحي، ارتبط العديد من الأشخاص بالمشاهد الصوتية بطريقة جديدة تمامًا. وتشدد نتائج الدراسة على الحفاظ على المنتزهات وإتاحة الوصول إليها وغيرها من البيئات الخارجية، وتقترح أن يغلق الناس أعينهم، وينتبهوا للأصوات التي يسمعونها عند زيارة المنتزهات، فهذه الأصوات جميلة وجيدة للصحة وتستحق الحماية.

( المقالة )

الزوار يتسلقون “مهبط الملائكة Angel’s Landing” في حديقة زيون الوطنية. المصدر: راشيل باكستون، جامعة كارلتون

عواء الذئاب، تغريد الطيور، تساقط المطر – الأصوات الطبيعية تلهمنا وتربطنا بالطبيعة. وقد أظهر بحث جديد أجراه فريق من العلماء أن الأصوات الطبيعية مفيدة أيضًا لصحتنا.

وقام باحثون من جامعة كارلتون وجامعة ولاية ميشيغان وجامعة ولاية كولورادو وخدمة المتنزهات القومية بتحليل دراسات حول نتائج الاستماع إلى الأصوات الطبيعية ووجدوا فوائد مذهلة على صحة الإنسان.

وقد وجد الفريق أن الأشخاص عانوا من انخفاض الألم وانخفاض التوتر وتحسين الحالة المزاجية وتحسين الأداء الإدراكي. وكانت أصوات الماء أكثر فاعلية في تحسين المشاعر الإيجابية والنتائج الصحية، بينما تحارب أصوات الطيور التوتر والانزعاج.

ونشرت الدراسة بعنوان “توليفة من الفوائد الصحية للأصوات الطبيعية وتوزيعها في الحدائق الوطنية” في وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم.

وفحص الفريق التسجيلات الصوتية من 251 موقعًا في 66 متنزهًا وطنيًا عبر الولايات المتحدة كجزء من الدراسة. وحدد العشرات من الطلاب في جامعة ولاية كولورادو أنواعًا مختلفة من الأصوات في التسجيلات، نتيجة أكثر من عقد من التعاون بين جامعة ولاية كولورادو  وخدمة المنتزهات الوطنية.

وقالت راشيل باكستون، أحد المؤلفين الرئيسيين وباحثة ما بعد الدكتوراه في قسم الأحياء في جامعة كارلتون: “لقد أكدت جائحة كوفيد -19 من نواح كثيرة على أهمية الطبيعة لصحة الإنسان”. وتابعت: “نظرًا لانخفاض حركة المرور أثناء الحجر الصحي، ارتبط العديد من الأشخاص بالمشاهد الصوتية بطريقة جديدة تمامًا – ملاحظين الأصوات المريحة للطيور التي تغني خارج نافذتهم. كم هو رائع أن هذه الأصوات مفيدة أيضًا لصحتنا”.

وقالت أمبر بيرسون، أحد المؤلفين الرئيسيين والأستاذ المساعد في جامعة ولاية ميشيغان، إن النتائج تسلط الضوء على أنه على عكس الآثار الصحية الضارة للضوضاء، فإن الأصوات الطبيعية قد تعزز الصحة العقلية بالفعل. وأضافت: “معظم الأدلة الموجودة التي وجدناها من المختبرات أو المستشفيات. هناك حاجة واضحة لمزيد من البحث عن الأصوات الطبيعية في حياتنا اليومية وكيف تؤثر هذه المقاطع الصوتية على الصحة”.

يتجمع الزوار حول قوس دقيق في حديقة “الأقواس Arches” الوطنية. المصدر: راشيل باكستون، جامعة كارلتون

وتحتوي المتنزهات الوطنية على بعض من أكثر المناظر الصوتية نقاءً في الولايات المتحدة، وتعترف خدمة المتنزهات الوطنية بشكل متزايد بالأصوات الطبيعية في السياسات العامة. وعلى الرغم من أن فريق البحث وجد أن مواقع تعزيز الصحة في الحدائق، تلك التي تحتوي على أصوات طبيعية وفيرة وتداخل ضئيل من الضوضاء، موجودة بالفعل، إلا أن الحدائق التي يتم زيارتها بكثافة تكون غارقة أكثر بالضوضاء. وهذا يعني أن العديد من زوار المنتزه لا يجنون الفوائد الصحية الموجودة في الأماكن الأكثر هدوءًا.

وقال كورت فريستروب، المؤلف المشارك في الدراسة وعالم الصوتيات الحيوية في خدمات المنتزهات الوطنية: “مواقع المتنزهات بالقرب من المناطق الحضرية، ذات المستويات الأعلى من الزيارات، تمثل أهدافًا مهمة للحفاظ على المشهد الصوتي لتعزيز صحة الزوار. التدخلات الصحية القائمة على الطبيعة شائعة بشكل متزايد في المتنزهات ودمج اعتبار واضح للبيئة الصوتية تعتبر فرصة لتعزيز النتائج الصحية للناس”.

وتوجد العديد من البرامج المبتكرة لزيادة تقدير الناس للبيئات الصوتية، من مسارات المشي والرحلات التي يكون الغرض الرئيسي منها الاستماع، إلى المناطق الهادئة، حيث يتم تحسين الصوت من خلال مطالبة الزوار بتقدير الحديقة بهدوء. وإلى جانب إدارة الضوضاء، تتيح هذه الأساليب للزوار مزيدًا من التعرض للأصوات الطبيعية وفوائدها الصحية.

وقالت كلوديا ألو، مؤلف مشارك في الدراسة وتخرّجت مؤخرًا من جامعة ولاية ميشيغان: “تساهم نتائجنا في الحوار المتنامي حول الحفاظ على المنتزهات وإمكانية الوصول إليها وغيرها من البيئات الخارجية”.

وقال جورج ويتماير، مؤلف مشارك في الدراسة وأستاذ في جامعة ولاية كولورادو، إن البحث يسلط الضوء على طبيعة الفوائد الغير واضحة، كما أن الحفاظ عليها يفيد الناس. وتابع:”إن الآثار الصحية الإيجابية ومزايا تقليل التوتر للطبيعة أكثر بروزًا من أي وقت مضى للمساعدة في تعويض الزيادة المقلقة حول القلق وقضايا الصحة العقلية”.

ويعتبر “ويتماير” و”فريستروب” من بين قادة فريق البيئة السمعية والضوء في جامعة ولاية كولورادو، والذي يعمل على فهم تأثيرات الضوضاء والتلوث الضوئي بشكل أفضل على العمليات البيئية والكائنات الحية.

وتقترح البروفيسور بوكستون أن يغلق الناس أعينهم، وينتبهوا للأصوات التي يسمعونها عند زيارة المنتزه المفضل. وأضافت: “هذه الأصوات جميلة وجيدة لصحتنا – فهي تستحق حمايتنا”.

*تمت الترجمة بتصرف

المصدر:

https://phys.org/news/2021-03-health-national-absorb.html

لمزيد من المعلومات: راتشيل بوكستون وآخرون، A synthesis of health benefits of natural sounds and their distribution in national parks PNAS (2021). www.pnas.org/cgi/doi/10.1073/pnas.2013097118

المهندس محمد جواد آل السيد ناصر الخضراوي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *