ما هو الذكاء الاجتماعي ولماذا يجب تدريسه في المدارس – ترجمة* علي الجشي

What is social intelligence and why it should be taught at schools
(بقلم: صوفيا كراسيا بولي – Sofía García-Bullé)

أصبح الذكاء الاجتماعي أداة رئيسية للعاملين في سوق العمل. هذه حقيقة!

ما هو الذكاء الاجتماعي؟

الذكاء الاجتماعي هو القدرة على التواصل وتكوين العلاقات مع التعاطف والحزم. إنه يأتي من معرفة نفسك وممارسة الإدارة العاطفية المناسبة. يمكننا القول أنه مرتبط ارتباطًا وثيقًا بالذكاء العاطفي، لكنه ليس نفس الشيء تمامًا.

من أين يأتي الذكاء العاطفي؟

يأتي الذكاء العاطفي من الاستبطان ويغطي جوانب مثل الوعي العاطفي ودور العواطف في عملية حل المشكلات. يتعلق الأمر أكثر بكيفية إدارة الأشخاص لأنفسهم قبل الاتصال بشخص آخر.

عندما تبدأ في التفاعل، يجب أن تبدأ مهارات الذكاء الاجتماعي، جنبًا إلى جنب مع الذكاء العاطفي الذي يغطي مهام مثل التعبير والحوار والاستماع والمصالحة والتعلم من خلال التواصل مع الآخرين.

ما هي القدرات التي ينقلها الذكاء الاجتماعي؟

يدير الذكاء الاجتماعي القدرات المطلوبة للتواصل الفعال القائم على التعاطف ومعرفة الذات والاستماع وقراءة العواطف. هذه القدرات هي:

  1. الطلاقة اللفظية وغير اللفظية

مهارات المحادثة هي الشكل الأساسي للذكاء الاجتماعي. التعبيرات اللفظية وغير اللفظية هي المنصات الأساسية لإرسال أي رسالة. يشكل استخدام الكلمات الصحيحة والنبرة المثالية والنية الواضحة أساس الخطوة الأولى للتواصل الفعال. 

  1. معرفة القواعد والأدوار الاجتماعية

عندما تتفاعل مع مجموعة، فإن معرفة قواعدهم الاجتماعية وعاداتهم وخصوصياتهم هو مهارة أساسية للأشخاص الأذكياء اجتماعيًا. هذا يسهل التفاعل مع الأفراد الذين ينتمون إلى مجموعات اجتماعية مختلفة، مثل الأشخاص من مختلف الأعمار أو البلدان أو الدين أو الهويات الثقافية. 

  1. مهارات الاستماع

الاستماع الفعال له دور فعال في تنمية الذكاء الاجتماعي. يساعد على التواصل مع الآخرين، ويمنع الصراع، ويتيح التعلم من خلال الحوار. هذا يساهم بشكل كبير في النمو الشخصي. 

  1. فهم كيفية عمل عواطف الآخرين

إن فهم ما يثير مشاعر الناس (سواء بشكل سلبي أو إيجابي) هو عنصر أساسي في ممارسة التعاطف. تتيح هذه الكفاءة التواصل الذي يأخذ في الاعتبار سمات وحساسيات الآخرين، مما يجعل الرسالة أصيلة وفعالة.

  1. لعب الأدوار الاجتماعية بكفاءة

تسمح هذه القدرة للناس بالتكيف مع البيئات الاجتماعية المختلفة. إن وجود فكرة واضحة عما هو متوقع منا في مجموعة متنوعة من الإعدادات المختلفة يقلل من التوتر في أي موقف ويتيح المزيد من التفاعلات البناءة.

  1. إدارة الصور الذاتية والانطباعات

هذه هي القدرة على تقديم أنفسنا بطريقة تتواصل مع الآخرين دون أن نبتعد كثيرًا عن شخصيتنا الطبيعية. الهدف هو الحفاظ على سلوك صادق يروق للآخرين، ويظهر التعاطف، ويعزز فكرتنا عن الذات.

لماذا يُعد الذكاء الاجتماعي ضروريًا للتعليم والوظائف المستقبلية؟

يستخدم الذكاء الاجتماعي إدارة العواطف والوعي الذاتي لتحسين التفاعلات وتعزيز القيادة وتمكين تنفيذ المهام الفكرية الفريدة.

كان هناك الكثير من الجدل حول الأتمتة والبطالة المحتملة التي قد تؤدي إلى حدوث ذلك. ستكون قدرة العمال على إعادة المهارات والتكيف والتعلم المستمر لا غنى عنها بالنسبة لهم للحفاظ على قيمتها في سوق العمل.

كلما كانت المهمة أقل عرضة للحوسبة، زاد احتمال قيام البشر بها. يقدم المعلق السياسي والممثل الكوميدي جون أوليفر نظرة ثاقبة حول هذا الموضوع. في مقال عن الأتمتة، يقدم منظورًا دقيقًا حول سبب أهمية الذكاء الاجتماعي في خلق وظائف لا يستطيع سوى البشر القيام بها: “يمكنك القيام بسلسلة من المهام غير الروتينية التي تتطلب ذكاء اجتماعيًا وتفكيرًا نقديًا معقدًا ومشكلة إبداعية- قال أوليفر للإجابة على الصبي الذي سأل عن الوظائف المحتملة التي يمكن أن يقوم بها في المستقبل والتي لا تستطيع الروبوتات القيام بها.

يُعد الذكاء الاجتماعي ضروريًا لإطلاق العنان لمهارات الاتصال الفعال والحوار والعمل الجماعي لخلق بيئة عمل مثلى ومنتجة. حتى وقت قريب، كان الذكاء الاجتماعي يمثل أولوية بالنسبة لعدد قليل من الناس، ويرجع ذلك في الغالب إلى أن لديهم بالفعل العقلية المناسبة لذلك واكتسبوا المهارات المرتبطة بها على طول الطريق، لكن التدريب لتطوير الذكاء الاجتماعي جديد نسبيًا.

اليوم، يُعد تدريس الذكاء الاجتماعي أمرًا لا غنى عنه لأنه أفضل مورد لبناء ثقافة عمل جيدة والحفاظ عليها وحماية الوظائف في عصر الأتمتة المتزايدة.

يحتاج الطلاب إلى الأدوات اللازمة لتطوير الذكاء الاجتماعي بدءًا من المستويات الأولى من التعليم حتى يتمكنوا من اكتسابه خلال سنوات دراستهم وإتقانه في حياتهم البالغة.

*تمت الترجمة بتصرف

المصدر:

https://observatory.tec.mx/edu-news/social-intelligence

 

تعليق واحد

  1. علي حسن المسعود

    فعلا هذا مما ينقص في مناهج التعليم حيث الاحتياج الفعلي لمثل هذه الاطروحات وايضا تعليم الطالب والطالبه كيف تعيش منذ دهابهم اول يوم في المدرسه…كيف يقف في الطابور في المقصف متى يقف في الفصل….كيف يعبر الشارع…كيف يتجنب مخاطر الشارع ومن فيه مرتبطه جميعا بالذكاء الاجتماعي ويتدرجون في المنهج كل بمرحلته. احسنت ابو حسن ولا حرمنا من تحفك الجميله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *