في الماضي لم نكن نعرف الكثير عن الصِّحة والرِّياضة والطَّعام، وكان المبدأ السَّائد والمعقول هو: كل ما تجد وتحرَّك، والرِّياضة فقط للشَّباب. الآن صار للصِّحة يوم وهو السَّابع من شهرِ أبريل/ نيسان، ولا غرابة لأن الصِّحة تاجُ جمالِ الرَّجل والمرأة.
الجسد الهزيل الذي لا يأخذ كفايته من الطَّاقة لا يعمل وإن عملَ فلن يعمل بكفاءة الجسد القويّ السَّليم. تماماً كما هو حال الأجهزة والمعدَّات التي تنتج الطَّاقة، لابد أن تحصل على النَّوع المناسب والكميَّة المناسبة من الوقود. وأفضل معادلة يجب علينا معرفتها والعمل بها من أجلِ الحفاظ على صحَّتنا وطاقتنا هي: (الطَّاقة الدَّاخلة على الجسم – الطَّاقة المستهلكة = الباقي من الطَّاقة). ولهذا نجد بعضَ الأجسامِ رشيقةً وقويَّة وبعضها ليس كذلك، إن لم يبتليها اللهُ بأمراضٍ لا دخلَ لأصحابها بذلك.
الآن، الرِّياضة لكلِّ النَّاس، وكبار السن محتاجون أكثر من غيرهم لبذل الطَّاقة الحركيَّة التي تنتج كتلةً عضليَّة، وتحافظ على كثافةِ العضلات وصلابةِ العظام وقوَّة الأربطة. فلن يكفي أجود الأكل والغذاء لرجلٍ أو امرأة لا ينتج حركةً من هذا النوع تعوض ما تأخذه السَّنوات من كتلة وحجم عضلاتِ الجسد.
من الطبيعي أن نخسر بعد عمر الثَّلاثين ٣ الى ٥٪ من كتلتنا العضليَّة كلَّ عقدٍ من الزمان، وأغلبنا – الرِّجال – يخسرون حوالي ٣٠٪ من تلك الكتلة مع تقدم العمر. أظن أنَّ الغذاء في مجتمعنا ليس هو السَّبب في هذه الخسارة، بل حياة الخمول والكسل التي نعيشها بعد تركنا العمل اليومي الذي – قد – يكون فيه ما يكفي من الحركة والنَّشاط العضلي. ومع أن هذا الخسران في حجم العضلات لابدَّ منه لكننا – كبار السِّن – لسنا أسرى لا نستطيع مقاومته.
رياضة حمل بعض الأثقال المعتدلة الوزن هي طريقةٌ فعَّالة للحفاظ على قوَّة ورشاقة الجسم وما يتبعها من فوائد. فلا تستغرب إذا رأيتَ رجلاً أو امرأةً في عمر الثَّمانين سنة منتصب القوام، يبدو وكأنَّه في منتصف العمر بسبب العناية بعضَلات الجسم وتقويتها. فهذا النَّوع من رياضة “المقاومة” أنفع من أغلب بقيَّة الرِّياضات لتقوية العضلات.
بعضنا – رجالاً ونساءً – قد لا نجد الوقتَ المناسب أو الدافع القويّ لممارسة هذا النَّوع من الرِّياضة في مجمَّع رياضي، على الخصوص في هذه الأزمة الصِّحية، فبعض الأدواتِ الرياضيَّة والأحمال المنزليَّة تكفي ومقاطع التَّعليم موجودةٌ بكثرة.
تأخذ سنواتُ العمرِ الكثيرَ من قوَّتنا، ونحن من ظلمنا أنفسنا، حين نفكر أن سنوات الكبر والتَّقاعد هي فقط سنواتٌ للرَّاحة، فلا نزعج أنفسنا بحملِ شيء أو عمل شيء يستدعي حركةَ أجسادنا، وهذا هو سبب كثيرٍ من الأدواءِ والعِلَل التي تصيبنا في سنواتِ تقدم العمر. بينما في كثيرٍ من المجتمعات، هذا العمر هو عمر العناية بالجسمِ والعقلِ معاً.